رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أضواء على رسالة السلام العالمي لعام 2023 الأب لويس حزبون - فلسطين بمناسبة يوم السلام العالمي الذي يُحتفل به في الأول من كانون الثاني 2022، أطلق البابا فرنسيس رسالة السلام العالمي السادس والخمسين للسلام مبينً شعارها ومضمونها والعمل لضمان السلام العالمي. شعارها: "لا أحد يستطيع أن يخلّص نفسه وحده. نبدأ من جديد من Covid-19 لنرسم معًا طُرُقَ السّلام" مضمونها: يحتوي مضمون الرسالة على تساؤلات: السؤال الأول: ما هو واقعنا البشريّ؟ واقعنا البشري متأثر في سلبيات وإيجابيات كورزنا Covid-19 وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية 1) واقعنا البشري متأثر في سلبيات وإيجابيات كورزنا Covid-19 أ) سلبيات كورونا Covid-19 من اهم سلبيات جائحة كورونا، أهمها، هي: على المستوى المادي: زَعزَعَة حياتنا العاديّة وخططنا وعاداتنا والضيق العام ودوّامة من التّحدّيات المفاجئة على المستوى النفسي: هشاشة واقعنا البشريّ وحياتنا الشّخصيّة والارتباك والآلام وموت العديد من إخوتنا وأخواتنا والعزلة وقيود مختلفة للحريّة والشّعور بالهزيمة والمرارة على المستوى الاجتماعيّ والاقتصاديّ، ظهور التّناقضات وعدم المساواة وتهديد الأمن في مجال العمل للكثيرين وزيادة من حدّة الوَحدة المتفشّية بشكل متزايد في مجتمعاتنا، وفقدان العمل والسند خاصة لعديد من العمّال غير الرّسميّين في أنحاء كثيرة من العالم. بينما أظهرت الجائحة من ناحية كلّ هذه الأمور السلبية، لكن هنا إيجابيات ب) إيجابيات كورونا Covid-19 على المستوى الصحي: بذل عالم الرّعاية الصّحيّة كلّ جهوده لتخفيفي آلام الكثيرين وتقديم لهم العلاج عن طريق لقاح. واتخاذ السّلطات السّياسيّة تدابير كثيرة لتنظيم وإدارة حالة الطّوارئ على المستوى الاجتماعيّ والاقتصاديّ: تحجيم بعض الادّعاءات الاستهلاكيّة، واتحاد المجموعات الاجتماعيّة، والمؤسّسات العامّة والخاصّة، والمنظّمات الدوليّة لمواجهة تحدي كورونا ونتائجها. على المستوي الروحي: العودة المفيدة إلى التّواضع، وإحساس متجدّد بالتّضامن للخروج من الأنانية، والانفتاح على معاناة الآخرين واحتياجاتهم، والأخوة لبناء السّلام، ووضمان العدالة، وتجاوز أشدّ الأحداث إيلامًا. على مستوى السلام: السّلام الذي يُولَد من المحبّة الأخويّة والمتفانية، والتضامن يساعدنا لنتغلّب على الأزمات الشّخصيّة والاجتماعيّة والعالميّة. 2) الحرب الحرب هي كارثة رهيبة جديدة على البشريّة. على المستوى البشري: حصاد أرواح ضحايا أبرياء في أوكرانية، بجانب النّزاعات الأخرى حول العالم، تمثّل هزيمة للبشريّة كلّها وليس فقط للأطراف المعنيّة بشكل مباشر. على المستوى النفسي: نشر حالة من عدم الأمن والأمان ومعاناة الجميع مِن دون تمييز من نتائج الحرب: مشكلة القمح، ومعاناة الشعب الأعزل. على المستوى الروحي: فيروس الحرب لا يأتي من الخارج، بل من داخل قلب الإنسان، الذي تفسده الخطيئة، كما قال يسوع: " ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان، 21 لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ 22 والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. 23 جَميعُ هذِه المُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُ" (مرقس 7، 17-23). السؤال الثاني: ماذا يجب أن نعمل؟ حان الوقت الآن بعد ثلاث سنوات خلت حتى نعطي أنفسنا وقتا للتأمل ونسأل أنفسنا ونتعلّم، وننمو ونقبل أن نتغيّر، أفرادًا وجماعات، وذلك عن الأمور التالية. بعد ثلاث سنوات، حان الوقت لنتوقّف، ونسأل أنفسنا، ونتعلّم، وننمو ونقبل أن نتغيّر، أفرادًا وجماعات، وذلك عن الأمور التالية. على المستوى الصحي: تأمين الخدمة الصّحيّة للجميع، على المستوى النفسي: دعوة للبقاء ساهرين، وعدم الانغلاق في الخوف أو الألم أو الاستسلام، أو اليأس بل إتاحة المجال لحالة الطّوارئ التي عشناها تغيّر قلوبنا، على المستوى الروحي: دعوة للثبات على الرّجاء والخير والعدل والحق، والثقة بالله الذي يَحضُرُ بيننا، يرافقنا، ويسندنا في جهودنا، ويوجّه مسيرتنا كما يدعو بولس الرسول" فلا نَنامَنَّ كما يَفعَلُ سائِرُ النَّاس، بل علَينا أَن نَسهَرَ ونَحنُ صاحون " (1تسالونيقي 5: 6)، ودعوة الله في هذه اللحظة التاريخيّة لتغيير معاييرنا المعتادة في تفسير العالم والواقع. على المستوى الاجتماعيّ والاقتصاديّ: عدم التفكير فقط في المحافظة على مصالحنا الشّخصيّة أو الوطنيّة، بل على الخير العام، والانفتاح على الأخوّة العالميّة ومحاربة فيروس عدم المساواة، وضمان الغذاء والعمل الكريم للجميع، دعم الذين هم تحت خط الفقر، وتطوير سياسات ملائمة لعمليّة استقبال ودمج المهاجرين أو الذين يهمِّشهم مجتمعنا. على المستوى السلام العالمي: خلق الأسس من أجل عالم فيه مزيد من العدل والسّلام، وملتزمٍ بجدّيّة في البحث عن الخير العام. ولا ننسى أنّ الأزمات الأخلاقيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة الكثيرة التي نعيشها، كلّها مترابطة مع بعضها البعض حيث أنَّ كلّ واحدة هي سبب أو نتيجة الأخرى. ولذلك، نحن مدعوّون إلى مواجهة تحدّيات عالمنا بمسؤوليّة، والقيام بأعمال في سبيل السّلام لكي نضع حدًّا للصّراعات والحروب التي لا تزال تنتج الضّحايا والفقر. خلاصة إذ التزمنا بالأمور الواردة أعلاه، نتمكّن من السير معًا، في بناء عالم جديد، ومن أن نسهم في بناء ملكوت الله، الذي هو ملكوت محبّة وعدل وسلام. دعاء يا ربَّ السلام امنح عالمنا السلام يا ربَّ السلام امنح بلادنا السلام يا ربَّ السلام امنح قلوبنا السلام وندعو الله العليّ القدير أن يكون العام الجديد عام سلام وطمأنينة على الجميع، عاما سعيدا ملؤها السلام والخير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|