رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسحاء الرب "... لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي" (مز 105: 15) أمر الرَّبُ في العهد القديم بمسح الأنبياء والملوك والكهنة بالدهن المقدس، ليكرسوا للعمل الذي دعوا إليه، ومثال ذلك قول الرب لإيليا النبي: " فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اذْهَبْ رَاجِعًا فِي طَرِيقِكَ إِلَى بَرِّيَّةِ دِمِشْقَ، وَادْخُلْ وَامْسَحْ حَزَائِيلَ مَلِكًا عَلَى أَرَامَ، وَامْسَحْ يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَامْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيًّا عِوَضًا عَنْكَ" (1مل 19: 15، 16). إن الملك أو النبي أو الكاهن الممسوح من قبل الله في العهد القديم قد تكرّس لحساب الله، وهو مُلزَمًا أن يعمل بقوة هذه المسحة ولحساب الله بمقتضى الشريعة والناموس. أما في العهد الجديد فكل مؤمن معمد هو مخصص لله ويجب عليه أن يسلك بما تمليه عليه الوصايا الإنجيلية، كقوله: "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ" (في 1: 27). لقد مُسحَ المؤمنين بالميرون المقدس في العهد الجديد، لأنه من خلال هذا السرّ يعمل الروح القدس بقوة في حياة المؤمنين. إن عمل هذا السرّ هو تثبيت المؤمنين في الرب، ليعينهم وسط أتعاب ومصاعب العالم. إنه سرُّ نصرتهم وقت الضيق والشدة، لأنه يرشدهم للحق، ويسكب في قلوبهم محبة الله، ويقودهم في طريق الحق فيقويهم، ويبكتهم على خطاياهم. إنه بالإجمال يثبت المؤمنين في الرب، كقوله: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَق وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ" (1يو2: 27). تُختم الأشياء بخاتم صاحبها لإثبات ملكيته لها. وقد صرنا ملكًا لله، لأننا خُتمنا بالروح القدس من خلال سرّ الميرون المقدس، كقوله: "وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ" (أف 4: 30). إن هذا السرّ هو ختم الله للأتقياء خائفي الله، وهو ضمان رعايته وحمايته لهم، كوعده الصادق، كما جاء في سفر الرؤيا: "... لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 7: 3). نحنُ مسحاءُ الرَّبِ وعبيده نحيا له وبه، ووجه الرب علينا في كل حين، كقوله: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ" (مز 32: 8). فياليتنا نحيا له على الدوام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|