لقد كان قبول السيدة العذراء للبشرى الإلهية سيترتب عليها تبعيات خطيرة، تستدعي من أي فتاة (متبتلة) لا تنوي أن تعرف رجلًا التثقل بالهمِّ والاضطراب.
فعلى سبيل المثال؛ من الطبيعي أن تفكر مريم في موقف خطيبها يوسف النجار تجاه هذا الحبل، الذي ستظهر آثاره عليها في خلال شهور، ولكن العذراء العفيفة لم تضطرب، ولم تجزع، لأنها كانت تؤمن أن الله سيدبر الأمر في حينه، كقول الكتاب
: "فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا" (لو 21: 14- 15). لقد اتصفت العذراء مريم بفضيلة الهدوء والثبات، ولذلك تمجدها الكنيسة بوصفها "غير الدنسة الهادئة".