أرى في رد الرب لنفس بطرس مثالاً واضحًا وصريحًا على ما نقول؛ يمكننا القول بأن بطرس صدَّق هذه الإشاعة الشيطانية، وشعر في نفسه بشيء من الفشل والإحباط بعد أن أنكر المسيح رغم تحذير المسيح له قبل الانكار بساعات قليلة. فقال بطرس وهو في قمة الفشل والشعور باليأس: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ» (يوحنا٢١: ٣). تاركًا، وناسيًا كل ما اختبره ورآه في الثلاث سنوات التي عاشها مع المسيح. هذا هو ما يحدث معنا عندما نصدق أكاذيب الشيطان. لكن ما يؤكد ويبرهن بالدليل القاطع أن الأمر ليس كما يشيع الشيطان. فإننا في ذات الاصحاح نقرأ أروع قصة لرد النفس؛ ذهب المسيح بنفسه لبطرس عند بحيرة طبرية، وقبلها أرسل له رسالة خاصة مع مريم التي التقت به فور قيامته عند القبر؛ مؤكدًا له أنه ليس غاضبًا، ولا مشمئزًا منه. إنما هو يبحث عنه لكي يعيده إلى أحضانه مستخدمًا إياه بقوة أكبر، وأعظم من كل ما سبق.