رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتظر حتى يتزكى إيمانك يطلب الإنسان الله وقت الضيق أو الشدة، منتظرًا استجابة الله كوعده الصادق، القائل: "وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي" (مز 50: 15). ولكن الإنسان الذي يدعو الله عليه أيضًا أن ينتظره، لأن الله يستجيب في الوقت المناسب، كقوله: "اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ" (إش 60: 22). إن كل شيء له وقت مناسب عند الله، وكل ما يسمح به الله من تجارب، لا بد أن تأتي بثمارها النافعة أولًا. اقتربت امرأة كنعانية من موكب الرب يسوع تطلب لأجل ابنتها المعذبة جدًا، قائلة: "... ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا" (مت 15: 22)، لكن الرب تأخر في استجابة طلبتها، فصرخت أكثر وأكثر، ولما قال لها الرب: ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويعطى للكلاب، أجابت المرأة باتضاع وإيمان عجيب، قائلة: "... نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!" (مت 15: 27). إن انتظار المرأة لاستجابة الرب واتضاعها أمامه شهد لإيمانها العظيم، الذي لا يهتز بسهولة، لقد شاء الرب أن يظهر إيمانها من خلال تأنيه عليها. وقد ظَلَّ إبراهيم أب الآباء أمينًا على عهوده مع الله خاضعًا له، عابدًا ثابتًا على إيمانه به، حتى أعطاه الله إسحاق وهو شيخ عمره حوالي المائة عام. وأكدَّ حبقوق النبي أهمية الثبات على الإيمان، حتى ولو تأخرت الاستجابة، قائلًا: "فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي" (حب 3: 17، 18). لم يهتز إيمان أب الآباء إبراهيم في حب الله له ولابنه، وهو في الطريق ومعه إسحاق، حاملًا حطب المحرقة الذي سيقدم عليه ابنه محرقةً، ولم يهتز إيمانه أيضًا وهو يبني المذبح الذي سيقدم اسحاق ذبيحة عليه، ولا وهو يقيده، ولا عندما رفع السكين ليذبحه. لقد فاق إيمانه بالله كل حسابات عقلية، وهكذا بينما كان إبراهيم يمجد الله المحب الأمين بعد انتهاء التجربة، كان الله قد أعد لإبراهيم مجدًا أبديًا، بسبب إيمانه الذي تزكى، كقوله: "لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1بط 1: 7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|