رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المختومين على جباههم يتخذ الشيطان من الشدة فرصة ليشنَّ حربه على الناس، لعله يُضعف إيمانهم بالله. إن الخوف من الجوع أو الألم أو الموت أو الخسارة أو غيرها، هي أسلحة الشيطان الفتاكة في حربه على بني البشر، ذلك لأنه بعد أن يخيفهم يوهمهم بأنه سيخلصهم إذا أطاعوه، ولكنه يهلكهم بالخطية، وبالانفصال عن الله ينبوع الحياة. لقد خاف بطرس الرسول، لئلا يكتَشف رؤساء الكهنة أنه تلميذ للرب يسوع المسيح، فأنكر. بينما ثَبُتَ يوحنا الحبيب للنهاية، وخاف البعض وقت الاضطهاد وأنكروا الإيمان تحت تهديد الموت والتعذيب، بينما ظل شهداؤنا في ليبيا ثابتين على إيمانهم حتى الموت، وسيسجد البعض لصورة الوحش في آخر الأيام عندما يهددهم أتباعه في أرزاقهم، كقول الكتاب: "وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ" (رؤ 13: 17). ولكن الكتاب أخبرنا عن آخرين غالبين، قائلًا: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤ 12: 11). إننا لا ننكر أن المؤمنين قد ينتابهم مشاعر الخوف مثل باقي الناس، لكن الأمر يختلف وقت الضيقة، لأن أولاد الله في ذلك الوقت قادرون أن ينتصروا بنعمة الروح القدس، حسب وعد الرب يسوع المسيح. لقد أكد معلمنا بولس الرسول هذه الحقيقة، قائلًا: "فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ... تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو 8: 38، 39). وقد كشف معلمنا بولس الرسول أيضًا، أن الرب يسوع المسيح هو سر نصرتنا الفائقة، قائلًا: "وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو 8: 37). إن الله يضمن لأحبائه الثبات فيه إلى النهاية بنعمة روحه القدوس. القارئ العزيز... سيُخَلِّص الرب يسوع الذين له، لأنه قد سبق وختمهم على جباههم، كقوله: "وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ، وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 9: 4). إن ختم الله لعبيده على جباههم علامة وضمان نصرتهم، وثباتهم ضد قوى الشر والظلمة.. فاطمئن يا أخي لأن الشيطان لن يكون له سلطان على المختومين على جباههم. أما الأشرار الذين يحاولون أن يُخلصوا أنفسهم بالخضوع لإبليس فسيهلكون، لأنهم تبعوا إبليس الوحش الدموي المفترس، الذي قيل عنه: "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يو10: 10). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|