رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظاهرة النور سجل سنكسار 24 برمهات ظاهرة روحية فريدة مصاحبة لتجلي العذراء وهي ظهور النور، بقوله: "ومن بين الظواهر أيضًا نور كبير يظهر على القبة القبلية الغربية، أو القبة البحرية الشرقية، أو القبة الوسطى في هيئة صليب متساوي الأضلاع في منظر يبلغ حد الإبداع والروعة والجمال". عندما يضيء النور لا بد أن تدب الحياة كما ذكر الكتاب، قائلًا: "... لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ" (تك 1: 3). لقد أوجد الله المخلوقات بعدما خلق النور، فدبت الحياة فيها. وعندما تشرق الشمس كل يوم يستيقظ الإنسان، ويعم الكون الحيوية والنشاط. هكذا اضاءت العذراء والدة الإله أم النور بنورها السماوي ظلمة ضعف الإيمان، وأسكتت شكوك الكثيرين من الذين تبنوا الفكر الإلحادي في زمان تجليها على كنيستها بالزيتون في عام 1968م. لقد كان تجليها في تلك الفترة بمثابة زيارة للنعمة، ومعجزة صالحة أنعشت الإيمان. إنه تدخل إلهي قد زلزل القلوب. إن التغير الذي حدث كثمرة لهذا التجلي العجيب يُذَكِرُ بما طلبه المرنم من تدخل إلهي إعجازي لمجريات أمور حياته، بقوله: "اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَى ذلِكَ مُبْغِضِيَّ فَيَخْزَوْا، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي" (مز 86: 17). لقد سجل الأنبا هدرا مطران أسوان الحالي -أدام الله حبريته- ذكرياته عن فترة تجلي العذراء في الزيتون، وما كان الناس في مصر يعانون منه في تلك الفترة من إحباط بسبب هزيمة حرب 1967م، وأيضًا بسبب ضعف إيمان البعض نتيجة ظهور الفكر الإلحادي الشيوعي، الذي اعتبره البعض فكر تقدمي، فيقول نيافته: "كنا في خدمة ثانوي بمدارس الأحد في الإسكندرية نعاني من الفكر الشيوعي الذي بدأ ينتشر بين الشباب. وكان السؤال الذي يواجهنا دائمًا، هل ربنا موجود؟ سؤال كان يوجه لنا كل يوم من أكثر من شاب، وبجرأة!! ظهرت الست العذراء؛ فأحيت الإيمان والرجاء والروح. سواء في المسيحيين، أو في البلد كلها، وشعرنا أن السماء تعضدنا وتؤيدنا، بعد أن كان صعبًا علينا أن نقنع الكثير من شباب هذا الجيل بوجود الله... ظهور العذراء في هذا الوقت زلزل الشيطان وأحيا الروح الإيمانية.."[32]. القارئ العزيز... لقد كان تجلي أمنا العذراء القديسة في تلك الفترة بمثابة زيارة للنعمة للعالم أجمع، ولكنيستنا خاصة، وقد حمل هذا التجلي دعوة ضمنية للنهضة الروحية، وانتعاش الإيمان. إن تجلي العذراء في هذه الفترة قد أنعش الإيمان مرة أخرى، وكأنه استجابة لأمر الوحي الإلهي، القائل: "هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا" (رو13: 11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|