الهروب يعني أن الأمر لا يحتمل التأجيل؛ فلا وقت للجلوس والتفكير والبحث عن مخرج أو البحث عن محامٍ، فمن حيل الشيطان أنه يضع أمامك الظروف والمشاغل والحياة وترتيب أمورك الكثيرة أولاً ثم يأتي وقت الإيمان والخلاص والهروب. وبذلك يقودك للتأجيل إلى أن يلحقك ولي الدم ويقتلك.
لاحظ أن الهروب ليس لأي مكان يختاره القاتل بل لواحدة من المدن التي حدَّدها الرب. قال المرنم مرة: «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟» (مزمور١٣٩: ٧)، اهرب للرب الذي قال: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ» (متى١١: ٢٨)، فلا خلاص إلا به «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال٤: ١٢). فإن ذهبت لأي مكان غير الصليب، ولأي شخص غير المصلوب لأجلك. سيلحقك الهلاك لا محالة.