وسَمِعَ يُوحنَّا وهو في السِّجنِ بِأَعمالِ المسيح، فأَرسَلَ تَلاميذَه يَسأَلُه بِلِسانِهم:
" فأَرسَلَ تَلاميذَه يَسأَلُه بِلِسانِهم" إلى بعث بعض تلاميذه للاستعلام من يسوع إن كان هو المسيح. لانَّ الأنباء الّتي وصلته عن المسيح لا تتوافق مع صورة التي قد أعلنها عن مجيء المسيح الذي كان سيقوم بعملية تطهير وتنقية "أَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. بيَدِه المِذْرى يُنقِّي بَيْدَرَه فيَجمَعُ قَمحَه في الأَهراء، وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بنارٍ لا تُطْفأ " (متى 3: 11-12)، إذ هو المسيح الديّان الّذي سيضع كل الأمور في نصابها الصحيح. فكان ينبغي على يسوع أن يقضي على الشر من جذوره، ويعاقب الأشرار، ويقضي على المظالم. وقد اضطرب يُوحنَّا ونفذ صبره وهو في ظلام السِّجنِ بسبب بطء المسيح في عمله، ولأنه كان يترقب أحداث جسام وأراد أن يرى قبل موته تحقيق أحلام حياته. وربما أرسل يُوحنَّا تلاميذه للسيد المسيح للتأكُّد بأنفسهم من أنه هو المسيح.