رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قطع عهد مع أبيمالك: سبق فطلب أبيمالك أن يقطع عهدًا مع إبراهيم إذ قال له: "الله معك في كل ما أنت صانع" (تك 21: 22)، والآن يقطع أبيمالك - ليس بالضرورة ذات الملك - عهدًا مع ابنه إسحق، وقد جاء إليه مع مستشارين له هما صديقه أحزات الذي يعني (مُلك)، ورئيس جيشه فيكول، قائلين: "إننا قد رأينا أن الرب كان معك، فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك، ونقطع معك عهدًا، أن لا تصنع بنا شرًا كما لم نمسك وكما لم نصنع بك إلاَّ خيرًا وصرفناك بسلام. أنت الآن مبارك الرب" [28-29]. إن كان نجاح إسحق قد سبب لأهل المنطقة خوفًا وأثار فيهم روح الحسد، لكنهم إذ رأوا فيه عمل الله صاروا شهود حق، فدعوه "مبارك الرب"، وسألوه أن يقطع معهم عهدًا. ما أجمل أن يكون للمؤمن شهادة من الذين في الخارج، فيدركون أنه رجل الله ويشعرون بهيبة الله تحوط به. إن كان نجاح المؤمن يثير في البداية حسدًا لكنه يبعث في النهاية نعمة في أعين الجميع! قابل إسحق مخاوفهم بالحب، فصنع لهم ضيافة وأكرمهم بعد أن أقام معهم ميثاق صُلح ومحبة وسلام. يرى العلامة أوريجانوسفي أبيمالك الذي تارة يبغض إسحق [27]. وأخرى يطلب الصلح معه، رمزًا لفلسفة هذا العالم؛ تارة تناقض الإيمان وأخرى تتجاوب معه. إن كانت الفلسفة ليست في تعارض مع ناموس الرب على طول الخط، فهي أيضًا لا يمكن أن تكون معه في اتفاق تام. ويعطي العلامة أوريجانوس أمثلة، فيقول: [إن بعض الفلاسفة يتفقون مع الناموس بل ومع الإنجيل حينما ينادون بوجود إله واحد خالق الكل، صنع كل شيء ودبره بكلمته الإلهية، لكنهم يتعارضون معنا في الإيمان باعتقادهم بأزلية العالم وأبديته، فيحسبون المادة شريكة مع الله في السرمدية. أبيمالك ورفيقاه: أخزات صديقه وفيكول رئيس جيشه، الثلاثة - في رأى العلامة أوريجانوس يشيرون إلى فروع الفلسفة الثلاثة: المنطق أي الفلسفة المعتمدة على العقل وحده (أبيمالك)، والفلسفة التي تقوم على قوة الطبيعة (أحزات)، والفلسفة الأخلاقية أو السلوكية (فيكول). هذه الفروع الثلاثة بالرغم مما تحمله من أخطاء لكنها إن تقدست تخضع للإيمان، قائلًا: "قد رأينا أن الرب معك، فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك، ونقطع معك عهدًا". ويرى العلامة أوريجانوسأيضًا في هؤلاء الرجال الثلاثة الغرباء الذين جاءوا يقطعون عهدًا مع إسحق ويطلبون المصالحة رمزًا للمجوس الثلاثة الذين جاءوا من الشرق، قائلين: "رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" (مت 2: 2). أما الضيافة التي صنعها إسحق لهم والمصالحة التي وهبهم إنما تشير إلى اتساع الإيمان ليمتص كل فلسفة وكل فكر لحساب المسيح، وكما يشير إلى استضافة السيد المسيح للمجوس كرمز لكنيسة الأمم. ولعل استضافته لثلاثة رجال إنما يشير إلى استضافة الرب لكل الشعوب والأمم التي تسلسلت عن سام وحام ويافث، أي لكل البشرية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبيمالك الظالم |
أبيمالك ورد الفعل |
أبيمالك الجاد |
أبيمالك الرسالة |
أبيمالك |