قطع بطرس أذن ملخس في البستان، أدرك أنه تسرع في تصرفه، ثم شعر بالخوف والخطر، لأن الذين أتوا للقبض على الرب يسوع كانوا حوالي ٦٠٠ شخص، «حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا» بما فيهم بطرس.
ثم رجع بطرس ويوحنا يتبعان يسوع، ثم دخل يوحنا الحبيب مع يسوع إلى دار رئيس الكهنة حيث المحاكمة، «وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا»، لذلك كانت تبعيته للرب من بعيد، بحيث إذا نظر الرب خلفه، يراه يتبعه؛ وإذا سأله أحد عن تبعيته للرب ينكر، وكأنه يُمسك العصا من الوسط.
لاحظ يوحنا أن صديقه بطرس غير موجود، «فَخَرَجَ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ». وبعد أن دخل بطرس من البوابة الصغيرة، قَالَتِ له «الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ: أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟ قَالَ ذَاكَ: لَسْتُ أَنَا!». وهذا هو الإنكار الأول. لقد أنكر بالأسف أمام جارية، إن الكذبة الأولى ستقود بالتأكيد إلى الكثير من الكذب وسقطات أخرى. لو جاوب بطرس الجارية البوابة بالصدق لانهزم العدو وسكت عنه. ولكن لما أنكر وكذب، حاد عن الحق، وفقد قوته، وصار فريسة في يد المجرب.