يا يسوع، أنت وحدك تعلم كم تشتاق النفس إلى الله، رغم غرقها في الظلمة ونحيبها في وسط هذه العذابات، كما تشتاق الشفاه العطشى إلى المياه. فهي تذبل وتموت. تموت دون ميتة أي لا تستطيع أن تموت. ولا تبلغ كل جهودها إلى اللاشيء. فهي في قبضة يد قويّة. أما الآن فالناس هم تحت أمرة سلطان عادل. تتوقّف كل التجارب الخارجية ويسكت كل ما هو حولها كإنسان منازع يفقد الاتصال بكل ما يحيط به. إن نفس الإنسان بكلّيتها هي في يد الله العادل، الله الثالوث القدوس، مرميّة في الأبديّة اللامتناهية. هذه هي ذروة الوقت والله وحده يستطيع أن يمتحن نفساً بهذا الشكل لأنّه وحده يعرف ما تستطيع النفس أن تتحمّل.