قد أورد الأب روهوس بأنه كان في مدينة مديولان شابٌ أسمه مازاكيوس، متولعاً في لعب الورق بهذا المقدار، حتى أنه يوماً ما قد لعب على أثوابه التي كان يلبسها، ولأجل الخسارة التي ألمت به قام برجزٍ نفاقي كمقطوع الرجاء، وضرب بالسكين أيقونة والدة الإله، الا أنه قد خرج من جرح الأيقونة دم نظير الفصادة، فغسل وجه مازاكيوس الذي حينئذٍ أستوعب خوفاً وخشوعاً معاً، وطفق يبكي تائباً. وهكذا قدم الشكر لهذه الأم الرأوفة على كونها أستمدت له زمناً لصنيع التوبة. ثم خرج من العالم ودخل في الرهبنة الجيستارجيازية، حيث أستمر مدة أربعين سنةً يعيش بالقداسة والفضائل، حتى أنه حصل على موهبة النبؤة. وهكذا مات موت الأبرار الذي هو كريمٌ لدى الرب.*