رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد سطر في الرأس 15 من كتاب ثاوفانوس رايندوس، بأنه كان موجوداً في جبال مدينة تريدنتوس. أو بالحري ترنتوس أحد اللصوص الذائع الصيت في القتل والسلب، فهذا اللص اذ صودف يوماً ما من أحد الرهبان الذي أخذ ينصحه في أن يغير سيرته. فأجابه بأنه لم يعد عنده رجاءٌ في أصلاح ذاته، لأنه لا دواء لأمراضه الروحية، فحينئذٍ قال له الراهب: لا يا أخي تشجع وأصنع ما أقوله لك، وهو أن تصوم نهار السبت أكراماً للعذراء والدة الإله، وفي اليوم المذكور لا تضر أحداً، وهي تستمد لك من الله أن لا تموت خالياً من نعمته تعالى: فاللص أقتبل هذه المشورة الصالحة، ووضعها بالعمل، ملزماً ذاته بها بنذرٍ أبرزه في هذا الشأن. ولكيلا يخالف نذره المذكور بدأ يجول نهار السبت من دون سلاحٍ. فأتفق له أنه اذ كان في يوم سبتٍ في محلٍ ما، وهناك جاءت عليه جنود الوالي. فكيلا يقطع هو نذره قد ترك الجنود يقبضون عليه من دون أن يحامي عن ذاته ممانعاً. فحينما مثل مقيداً أمام القاضي، وهذا رآه شيخاً شائب الشعر متضعاً أراد أن يعفي عن موته. الا أن اللص بنعمة والدة الإله طلب إليه بخشوعٍ أن يجري عليه صرامة العدل، لأنه كان يريد أن يقتبل الموت غفارةً عن خطاياه، وهناك في ديوان الشريعة عينها شرع يعترف جهاراً بمآثمه واحداً فواحداً، عن جميع ما صنعه في مدة حياته، مذرفاً الدموع الغزيرة، حتى أن الحضار كلهم طفقوا يبكون متخشعين. فبعد ذلك قطعت هامته ودفن جسده في حفرةٍ بقلة كرامةٍ. الا أنه عقيب دفنه قد شوهدت والدة الإله، وبرفقتها أربع عذارى قديسات، قد دنون من جثة الميت، وأخرجنها من تلك الحفرة، ولفينها بسباني نقيةٍ منسوجةٍ بالذهب، وحملنها وأتين بها برفقة العذراء المجيدة الى باب المدينة، وسلمنها للجنود الحرس. وحينئذٍ أمرت هذه السيدة أولئك الجنود بأن يذهبوا عند أسقف الأبرشية، ويقولوا له عن لسانها هكذا:" أحتفل بكرامةٍ في دفن جسد هذا المتنيح في الكنيسة الفلانية، لأنه كان عبداً أميناً لي". فالأمر قد وضع بالعمل، وقد تقاطرت الشعوب الى هناك، وكلهم شاهدوا بأعينهم جثة الميت مدروجةٍ بتلك السباني المنسوجة ذهباً، وبعد دفنه الأحتفالي. يقول كيساريوس أن رهبان تلك الجمعية كلهم تمسكوا بصيام يوم السبت.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أين نجد هذه الأقوال المجيدة؟ كل الأنبياء تحدثوا عن هذه المدينة |
يقارن القديس أغسطينوس بين المدينة الأرضية والمدينة السماوية المجيدة |
ايتها العذراء المجيدة |
طلبة العذراء المجيدة |
طلبة العذراء المجيدة |