أرسل الله إرادته قديماً إلى شعبه بالوصايا مكتوبة على الألواح الحجرية، ولكن لما تمَّّ ملء الزمان حضر الله ذاته بابنه الوحيد. وكانت العليقة الملتهبة غير المحترقة التي ظهرت لموسى على جبل سيناء رمزاً للحقيقة التي تتسم ّ في العذراء أولاً، وهو أن الله يحضر متجسّداً منها دون أنْ يَحْرقها.
وإذ كان العهد القديم يقول أن أحداً ينظر الله إلا ويموت، ففي البتول باكورة العهد الجديد، صار الله ملموساً ومنظوراً يتصرّف معنا، لكي نحيا نحن له ومعه. وتناول القربان المقدس في كل سّر شكر إلهي هو تكرار لحدث العليقة في سيناء ولحدث التجسّد من البتول. القربان المقدّس جمرة نتناولها ولا نحترق. هذا هو سرّ التجسّد، سرّ الكنيسة، سرّ القربان المقدس.