يرى البعض أن نوحًا بقى مئة وعشرين عامًا في إنذار الأشرار، وهو يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لكم صدق إنذارات الله. ويعتمد القائلون بهذا على العبارة: "وتكون أيامه مئة وعشرين سنة" (6: 3)، وقد أخذ بهذا الرأي كثيرون حتى في أيام القديس أغسطينوس. على أي الأحوال كان نوح وهو في سن الستمائة موضع سخرية الناس، إذ يصنع فلكًا بهذا الحجم في شيخوخته ليهرب من طوفان في رأيهم من وحي خياله وللأسف اشترك كثيرون في صنعه لحساب هذا الشيخ البار لكنهم في غباوة طلبوا الأجرة عن تعب أيديهم ولم يفكروا في الدخول لخلاص أنفسهم، وهم في هذا يمثلون بعض خدام الكلمة الذي يكرزون بالحق الإنجيلي كعمل وظيفي يقتاتون به وإذ لا يعيشونه يهلكون بينما يخلص الذين يتقبلون الكلمة منه بإيمان! لهذا السبب كان الرسول بولس يسلك في كرازته بحذر، قائلًا: "أقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27).