إن كان الفلك يشير على التمتع بخلاص السيد المسيح المجاني والدخول في معرفة أسرار الله الفائقة خلال الصليب حتى دعاه العلامة أوريجانوس "مكتبة الكلام الإلهي" أو "مكتبة العلم الإلهي"، لذا جاءت أبعاده من طول وعرض وارتفاع تشير إلى الإيمان والمحبة والرجاء، إذ يقول: [مَن كان قادرًا أن يسمع كلام الرب والأمور الإلهية بالرغم من ثقل الشر وكثرة الرذائل، تارِكًا عنه الأمور الفانية السريعة الزوال، فمثل هذا يُبْنَى في قلبه فلك الخلاص ويُكَرَّس في نفسه مكتبة الكلام الإلهي، فَيُعْطَى له الإيمان والمحبة والرجاء كطول وعرض وارتفاع. فالإيمان بالثالوث القدوس هو الطول الممتد إلى الخلود، والعرض هو المحبة التي تبسطها العواطف اللطيفة الرقيقة، وأما الارتفاع فهو الرجاء الذي يحمله إلى حيث الحق السماوي، إذ ونحن على الأرض تكون "سيرتنا في السموات" (في 3: 20)].