يا لها من عائلة سعيدة لأنها وضعت ثقتها في الله الصادق الذي يفي إذا وَعَدَ، وذلك لأنه القدير؛ فليس عنده مستحيل. فهل وضعت ثقتك فيه؟ أشجعك أن تستأمنه على حياتك الأبدية بقبولك إياه مخلِّصًا شخصيًا وأيضًا على حياتك الزمنية؛ فهو أمين وصادق وليس أمامك إلا طريق واحد سلك فيه أبونا ابراهيم وهو الإيمان والذي “بِدُونِه لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاء الله”. فالإيمان هو التليسكوب الذي يجسِّد مواعيد الله غير المنظورة ويجعلها يقين لا يتزعزع سواء كانت زمنية أم أبدية.
لاحظ معي لم تكن ثقة أبينا إبراهيم كتسمية الناس “ثقة عمياء” بل “ثقة ترى” ما لا يراه العيان وترجو بخلاف ما يراه العيان. فالعيان يرى جسد إبراهيم وقد شاخ وسارة وقد فنيت ومات رحمها (تكوين١٨: ١٢)، والإيمان يَرَى وعد الله أنه بسارة يُدعى لك نسل (تكوين١٧: ١٩). فكيف تصرف؟ لقد وثق في الرب وأطاع طلب الرب أن يغيّر اسمه من أبرام “أب رفيع” لإبراهيم “أب لجمهور عظيم” واسم زوجته من ساراي “أميرتي” إلى سارة “الأميرة الملكية التي منها يخرج الملوك”، بل واختتن في ذلك اليوم طاعة لله وعلامة لختم البر بالإيمان.