إطــلاق ســراح عــصــفــوري

[مريم فكرى]

إطــلاق ســراح عــصــفــوري

يا عصفوراً هبط من سمائي..وسكن قفصي بمحض إرادته ورضاه
أدمنت أن أطوقه بإحتوائي..وكأن سر وجودي في الحياة أن أرعاه
لِمَا اليوم ضقت بفيضان مائي..وقد كنت تستعذب فيه صفو الحياه
سيعيدك إليا شعورك بالإنتماءِ..سأطلق سراحك ما دام هذا ما تتمناه


إن كنت قد طوقتك بقفصي وطول الإقامة أضناك
فأنا قد طوقت نفسي بأن أبقى أمام قفصك لأرعاك
كان ولم يزل عملي يدور في فلك إستجداء رضاك
واليوم خاب أملي حين أدركت أن قفصي أشقاك


كنت تحتمي بقفصي وسهرت على راحتك شهور وشهور
لم أتوقع أنك ستضيق بالقفص بعد أن يلتئم جناحك المكسور
حلّق كما شئت فلن تجد صدراً يساعك كقفصي ولو في القصور
أطعمتك بفيض يا عصفوري حتى تمردت ونَمَت مخالبك كالنسور


لم أضيق يوماً برعايتك وإن كان القفص بك قد ضاق
أتضيق الأم إعتنائها بطفلها وإن كان طفلها طفلاً عاق

أتضيق الشمس شروقها وغروبها كل يوم في الآفاق

سأحررك يا عصفوري فلم أقصد أن أُضيّق عليك الخناق


لا يعنيني الحب لذاته ولكن وحدك أنت من تعنيني
فليذهب الحب بآهاته إذا لم يكن إليك ومنك يأتيني
سأنتظر دائما أن تعود لوكرك بين الحين والحين ِ
فأنت حين تسمح لي بأن أعطيك فأنت إذن تعطيني


سأبقى دائماً موجودة لأجلك فشعورى لن يتغير بتغير الأمور

وإذا ضقت بفيض عطائي فسأهب إليك ما يكفيك من البذور
فإن كنت آراك نسراً بعيني فإني آراك بقلبي أرق عصفور
سأحررك وأنا مطمئنة فمهما تحلّق تعود إلى أوكارها الطيور


عزاء قلبي أن تحررك لا يعني رحيلك..فأنت لن تتخلى أبدا عن وجودي

ورغم أنك لن تعطني سوى قليلك..لكنك ستبقى تحلق دوما في حدودي
ستأتي صباحاً تطرب سماعي..وستفر هارباً إذا حاولت إحتوائك بقيودي
ستأتي ليلاً تتوسد ذراعي..حينها فقط ستسمح لي بأن أُغلق علينا إخدودي