أما في تلك الدعوة للحب التي يشعر بها المراهق تصعد من أعماق كيانه، فلنساعده ليكوّن لنفسه وعيًا واضحًا ومستقيمًا عنها في الصفاء المشعّ الإلهي. ليعلم المراهق أن الله محبة وأن ليس محبة حقيقية إلا فيه. هكذا تفقد هذه الكلمة أصداءها الملتبسة المعنى وطعمها الباعث على الإضطراب كثمرة ممنوعة. لنساعد المراهق بكثير من الذوق الصائب على فهم هادئ للمهمة الكبيرة الجميلة المعهودة إليه من جراء نضوج الوظيفة الناقلة للحياة عنده. لنغرس فيه بالدرجة الأولى فكرة المحبة المسيحية “L’amour-agapé” التي تفرغ ذاتها وتعطي ذاتها بصورة مستديمة: "ليست محبة أكبر من أن يعطي المرء حياته عن الذين يحبهم". لتظهر له العفة الصعبة كفترة ابتداء للحب الحقيقي، ولتُنفق قواه العاطفية بانتظار ملء نضوجها في بذل يومي للذات (في الحركة- في المهنة... مثلاً) فيكون هذا تحضير للنكران الذاتي الذي ستتطلبه العائلة فيما بعد.