المراهق ينتقل بسرعة من الفرح إلى الحزن، من الحماس إلى الخمود، من الميل الشديد إلى عدم المبالاة، وبالإختصار من حالة توتر نفسي عظيم إلى حالة من الإنحطاط يرثى لها. ويعود كل هذا إلى ظروف فيزيولوجية هي الإضطرابات الناشئة عن البلوغ، وإلى ضعف الإرادة على الضبط تلك الإرادة التي لم يكتمل نموها بعد. كما يعود أيضاً إلى أن النفس المراهقة قد أصبحت واعية لذاتها فأسكرها هذا الاكتشاف فأخذت تجرب نفسها في سائر الإتجاهات وتحصي ثرواتها وينتج عن هذا حالات شاردة متتابعة تتعاقب على تلك النفس التي ترغب بأي ثمن أن تبقى متهيأة دوماًَ دون أن تفوتها أية إمكانية من إمكانياتها. هذه الإمكانيات التي تكثر عند المراهق لأن حياته الداخلية في جيشان دائم وتطفح منها ثروات وفيرة.