المراهقة هي السن التي يتم فيها اكتشاف "الأنا" وتكوّن الشخصية. ويلاحظ أن هذه الشخصية ترسم خطوطها الأولى خلال فترة الطفولة الثانية الممتدة بين السن الثالثة والسن السابعة. وأن سن المراهقة تأتي فتؤكد هذه الخطوط وتوضحها. وتوجه التحولات الطبيعية الحادثة في جسم المراهق انتباهه نحو جسده، فيولي هندامه عناية خاصة ويبتغي التأنق. كما تستيقظ فيه من جهة ثانية حياة داخلية مختلجة يلاقي في الإنغماس فيها لذة ممتعة ممزوجة بالقلق. وتتملّكه هذه الحياة بكلّيته حتى انها لتقطعه إلى حد ما عن العالم الخارجي. وهذا الوضع هو ما يسمى "بالإنطوائية" التي تعني الإنقطاع عن المحيط الخارجي والإنطواء على الذات.