المراهقة نستطيع أن ندرك هكذا كيف تكون هذه السن سن قلق، كما يشير إلى ذلك أغسطينوس المغبوط في "اعترافاته" حين يتكلم عن "مراهقته القلقة". فان الطفل أصبح سراً حياً أمام نفسه وأمام محيطه وهو يتألم لعدم تفهم الآخرين له ولكونه عاجزاً عن فهم نفسه أيضاً. ثم أن المراهق يشعر في قرارة نفسه برغبات غامضة توجه له نداءات قوية وخفية. وداعاً إذا أيتها الطفولة الوديعة الآمنة. ها هو منذ الآن يحل مكانك الجزع والقلق بنتيجة زوال ما كان عليه المرء وولادة الكائن الجديد.