رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة صالحة مع الصوم والصدقة والبرّ. صلوات قليلة مع البرّ أفضل من برّ كثير مع الشر. حسن أن تقدم صدقة عن أن تدخر ذهبًا [8]. لأن الصدقة تُنقِذ من الموت، وهي تغفر كل ذنبٍ. الذين يمارسون الصدقة والبرّ يمتلئون حياة [9]. أما من يخطئون فهم أعداء حياتهم [10]. يتحدث عن فاعلية الصدقة [9]: تصلي الكنيسة في أوشية القرابين قائلة بتوسلٍ عن مُقَدِّمي القرابين المحبّين للصدقة: "أعطهم الباقيات عوض الفانيات، والسمائيات عوض الأرضيات، والأبديات عوض الزمنيات، وكما ذكروا اسمك القدوس على الأرض (بحبهم للعطاء) اذكرهم هم أيضًا في ملكوتك." يُقَدِّم لنا القديس كيرلس الكبير سرّ اهتمام الله بالصدقة. إن كانت الصدقة تكشف عن حب المؤمن لإخوته، فهي تُعلِن عن شركته في محبة الله للبشرية. يليق بالمؤمن كابن لله أن يحمل في نفسه علامات الحب المتأصلة. في إحدى رسائله الفصحية كتب حديثًا يوجه للشخص الغني: [من سيحصل على ما اقتنيته بالفعل؟ يليق بك أن تفعل ما هو أفضل: أن تجري عدلاً وبرًا "كقول النبي (راجع إر 33: 15). الآن إجراء البرّ في رأينا هو الحنو على أخٍ أو أختٍ لنا بالحب والمودة المشتركة والرحمة التي تهب نصرات على النار الأبدية. فإن إله كل الكرامات الرحوم يرغب في تكريم من تحمل نفوسهم علامات اللطف، إذ يقول: "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" (لو 6: 36). فكما أن الأب يحب طفله متهللاً بالمولود عندما يرى شكله مشرقًا بالجمال في نسله، وأحيانا يثور فيه حب أعمق، هكذا أيضًا إلهنا إذ يري في محبته للفضيلة نفسًا تقبَّلت شكل الصلاح متأصلاً فيها، يتأكد أن هذا ليس بأمرٍ باطلٍ. إنه يكللها بالرجاء والنعمة وينزع عنها كل تلوثٍ، ويقيمها إلى شركة القديسين. إنه يقول: "الصدقة تنقذ من الموت وهي تغفر كل ذنب" (طو 2:9) يرى القديس الأنبا زوسيما نقلاً عن الأب تادرس، أنه كان في مدينة الإسكندرية في أيام الأسقف يوحنا النيقاوى، فتاة وثنية ثرية، حدث أنها بينما كانت في نزهة رأت شابًا يريد الانتحار بسبب ثقل ديونه، فوعدته بسداد ديونه حتى لو تكلفت في ذلك كل ثروتها، وقد حدث ذلك بالفعل، فافتقرت ثم باعت نفسها للخطية، وعند موتها توسلت إلى جيرانها أن يبلغوا البابا برغبتها في العماد، ولكنهم رفضوا لكونها خاطئة فحزنت، ولكن ملاك الرب وقف بها في صورة ذلك الشاب الذي أنقذته من الموت، وعرفها أنه هو نفسه، فطلبت منه أن يعينها في قبول العماد، فأحضر ملاكين آخرين، واتخذوا ثلاثتهم شكل ثلاثة أراخنة المدينة وحملوها إلى البابا الذي عمدها بناءً على تزكيتهم لها، ولمَّا عُرِف أمر عمادها من ملابسها البيضاء ووصل الخبر إلى أولئك الأراخنة، ذُهِلوا لعدم علمهم بهذا الأمر، فرجعوا إلى الفتاة حيث عرفوا منها حقيقة الأمر، فمجَّد البابا البطريرك الرب، قائلاً عادل أنت يا رب وأحكامك عظيمة جدً جدًا . * بالرغم من أننا نرتكب أخطاء خطيرة نجد طبيبًا عظيمًا. لقد تسلَّمنا دواء نعمته العظيم دواء الرحمة الذي يزيل خطايا كثيرة (جا 10: 4). نجد معونات كثيرة جدًا بها نخلص من خطايانا. لديكم مالاً، أخلصوا من خطاياكم. الله ليس للبيع. أما أنتم فللبيع. بخطاياكم صرتم للبيع، خلصوا أنفسكم بأعمالكم، خلصوا أنفسكم بمالكم. المال رخيص، وأما الرحمة فثمينة. يقول: الصدقة تُخَلِّص من الخطايا . القديس أمبروسيوس الشهيد كبريانوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|