* الأذية التي تصدر ممن يتزين بالصداقة تؤلم القلب، وتكون أشد ضررًا من تلك التي تصدر عن عداوة ظاهرة...
هذا القول هو نبوة واضحة عن يهوذا الإسخريوطي، وتوبيخ ربنا له. يقول له: بما أن الكتبة والفريسيين أعداء الحق ومبغضوه، فحين كنت أكلمهم وأوبخهم على محبتهم للفضة، كانوا يعيّرونني ويعِظمون عليّ كلامهم. وكنت احتملهم، لأن عداوتهم ظاهرة، وأحيانًا كنت أختفي من حسدهم. وأما أنت يا يهوذا، يا من حنوتُ عليك مع جملة تلاميذي نظير نفسي، وأقمتك مدبرًا للعالم ورئيسًا مثل سائر الرسل، وقلٌَدتك سلطانًا على طرد الشياطين وشفاء الأمراض وعمل الآيات وكنت أمينًا للصندوق، فتأكل معي بحلاوة الصداقة والمصاحبة، خاصة عند ذهابنا إلى صهيون التي هي بيت الله، باتفاق، في صحبة جميع التلاميذ ليلة العشاء السرّي.
هذا القول إذًا هو نبوة واضحة عن يهوذا وتوبيخ له بروح النبوة منذ زمن بعيد.
الأب أنثيموس الأورشليمي