* كما أن الإنسان إذا رأى طائرًا يطير، يشتاق أن يطير هو أيضًا، فلا يمكنه ذلك بسب عدم وجود أجنحة له، كذلك يشتهي الإنسان أن يكون نقيًا بلا عيب ولا دنس، وأن لا يكون في طبيعته حقد، ويشتهي أن يكون مع الله دائمًا. ولكن ليس له ما يهبه ذلك. فبالرغم من رغبته في الطيران في الجو الإلهي في حريَّة الروح القدس، لكنَّه لا يقدر إلاَّ إذا أُعطيت له أجنحة لتحقيق هذه الغاية.
لنلتمس من الله أن يهب لنا أجنحة حمامة (مز 55: 6)، أي الروح القدس، لنطير إليه، ونطمئن، ونتوسل إليه أن يقصي عنا الروح الشرير، ويقطعه قطعًا من نفوسنا وأجسادنا، أي الخطية الساكنة في أعضائنا الجسدية والنفسية، لأنه هو وحده القادر على ذلك. هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم.
القديس مقاريوس الكبير