رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقديس الأيام الثلاثة الأولى حسن أن يُفَكِّر العريس وعروسه معًا في تكريس الأيام الثلاثة الأولى بعد إتمام الزواج تشبُّهًا بطوبيا وسارة. يظن البعض أن هذا يتحقَّق بذهاب العروسين معًا إلى أحد الأديرة بعد حفل زواجهما. أرجو في الربّ معالجة هذا الأمر في شيءٍ من الصراحة: أولاً: وضع رئيس الملائكة لطوبيا برنامج هذه الليالي الثلاث في حديث سرّي معه، لم يُصارِح به أحد سوى سارة بعد دخولها حجال العُرْس، وبدورها لم تُخْبر أحدًا من أصدقائها حتى والديها. أما أن يعرف الكثيرون عن العريس وعروسه أنهما ذاهبان إلى أحد الأديرة بعد إقامة حفل الزواج فهذا دفع الكثيرين أن يتطلعوا إلى هذين العروسين كأنهما ذا قامة روحية عالية عن الآخرين، وكأنهما قاما بعملٍ نسكي علانية. يليق بالعروسين أن يتأملا فيما ورد في سفر نشيد (الأناشيد) الأنشاد: "أختي العروس، جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم". (نش 4: 12) ويطلعا إلى الاهتمام بالحياة الداخلية السرية لهما، ويمارسا تكريس الثلاثة أيام الأولى، بل وكل بقية أيام حياتهما لله الساكن في قلبيهما سريًّا. ثانيًا: رسالة الدير بل والكنيسة كلها تشجيع العروسين على صلاة المخدع السرية بجانب شركتهما في العبادة الكنسية الجماعية كل أيام حياتهما لا أن تستضيف عريس وعروسه ليعيشا ثلاثة أيام في الدير حتى وإن حبس كل منهما نفسه في قلايته. يليق بالعروسين أن يقضيا هذه الفترة في الصلاة والصوم والتسبيح في حجرتهما الخاصة ليتقدَّس حجال عُرْسهم ويصير كنيسة بيتهما بعمل روح الله القدوس الذي لا يطيق الانشغال بالمظهر والشكليات. أرى أن الظاهرة تحتاج إلى دراسة من المجمع المقدس على ضوء الحياة الإنجيلية والفكر الآبائي والرهباني السليم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|