رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اقترابهما من أحمتا (اكباتانا) [6- 9] ثُمَّ سارا كلاهما معًا حتَّى اقتربا مِن أحمتا (اكباتانا) [6]. حينَئِذٍ قال الشاب المَلاكَ: "يا عَزَرْيا أَخي، ما هي فائدة قَلْبِ الحوتِ وكَبِدِها ومَرارتِها؟" [7] أجابَه: "إن عَذّب شَيطان أو رُوحٌ شرير أحدًا يُحرق قَلْبُ السمكة وكَبدها، فيصعِد دُخانَهما أَمامَه إن كان رجلاً أو امرأة، فيَهرُبُ ولا يَعودُ يُزعجُه [8]. وأَمَّا المَرارة، فتَمسَحُ بِها عَينَيِ الإِنْسانِ الَّذي أُصيبَ بِقشورٍ فيَبرَأ" [9]. لم يُسَجِّل لنا طوبيت كيف قضى ابنه طوبيا مع المرُشِد الأجير وقتهما أثناء السير في الطريق. ولم يُسَجِّل لنا شكر ابنه طوبيا لمُرشِده الذي أنقذه من السمكة التي وثبت عليه وأرادت أن تبتلعه، إنما سجَّل لنا طاعة ابنه للمُرشِد، إذ لم يحاوره كيف يمسك تلك السمكة الضخمة. اكتشف طوبيا حُبّ مُرشِده له وحكمته، لهذا سأله: "يا أخي، ما هي فائدة قلب السمكة وكبدها ومرارتها؟ بلا شك كانا يشتركان معًا في التسبيح لله، ويقضيان جزءًا من الوقت في الصمت المقدس؟ وكان طوبيا يسأله فيما يخص بنيانه أو في الأسئلة التي لا يعرف لها إجابة. حسن للإنسان أن يدرك قيمة الوقت، هكذا حسب طوبيا سيره مع المُرشِد فرصة للأسئلة البنَّاءة. ما حدث هنا يذكرنا بما حدث مع تلميذي عمواس اللذين تحدثَّا مع السيد المسيح وهما يجهلانه. لقد قالا: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا حين كان يكلمنا؟!" (لو 24: 32). أغلى ما في حياتنا على الأرض هو الزمن، حيث يلزمنا أن نختبر عربون السماء أينما وُجِدنا، سواء كنا في الكنيسة أو في مخدعنا، أو في العمل أو الدراسة، أو في زيارة لأحد الأحباء أو في الطريق... كل دقيقةٍ هي وزنة خلالها نتمتَّع بالشركة مع الله، فينمو حبنا له ولإخوتنا. حين سار إبراهيم مع الرب والملاكين الذين ظهروا له، دخل في حوارٍ رائع مع الرب! المؤمن لا يعرف مفهوم الفراغ، لأنه لن يشعر به حتى في نومه، إذ قيل: "أنا نائمة وقلبي مستيقظ" (نش 5: 2). وهب الله الطبيعة غنية بأعشاب وحيوانات ونباتات تصلح للعلاج، وأحيانا يستخدم الله وملائكته أشياءً غريبة لكي يكشف لنا أن سرّ الشفاء يكمن في الطبيب السماوي لا في الأمور الأرضية، وذلك كاستخدام السيد المسيح للطين في تفتيح عيني الأعمى (يو 12). ما قدَّمه رئيس الملائكة كعلاجٍ سواء لسارة أو طوبيت ليس ثمرة خبرة سابقة أو معرفة لأسرار معينة، إنما هي تنفيذ لوصية إلهية قُدِّمت له، قوتها تنبع عن عملٍ إلهي. وذلك كما أعطى الله داود النبي أن يعزف موسيقي تطرد الأرواح الشريرة من الملك شاول. استخدم الله حرق كبد السمكة وقلبها حيث لا يحتمل الشيطان رائحة دخانهما، فيهرب لا من بلدةٍ إلى بلدةٍ مجاورة، بل من قارة إلى قارة. بهذا يؤكد الله ضعف الأرواح الشريرة وعدو الخير إبليس الذي لا يطيق أن يشمّ رائحة المسيح الذكية فينا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اقترابهما من راجيس [10- 15] |
"أحمثا" في الكتاب المقدس |
يقول المعترض أن المسافة بين أحمتا وراجيس تبلغ 165 ميلًا |
أَحْمَثَا | أحمتا |