فبكت حنة أمه، وقالت لطوبيت: لماذا أرسلت ابننا؟ أليس هو عكاز أيادينا في دخوله وخروجه أمامنا؟ [18] لا تجمع فضة على فضة، فلتكن فدية لابننا [19]. ويكفينا ما أعطاه لنا الربّ لنعيش به [20]. فقال لها طوبيت: "يا أختي لا تقلقي، فسيأتي سالمًا وتراه عيناكِ [21]. فالملاك الصالح يسير معه، وسيُنجح طريقه ويعود سالمًا [22].
يظهر بوضوح المدلول اللاهوتي للسفر، فطوبيت الأب يرمز للآب إذ أرسل طوبيا الابن رمز للابن المتجسد الذي جاء إلى العالم ليسترد ما فُقِد، ويقوم الملاك رافائيل بدور الرسول أو الخادم الكارز.
أَكَّد طوبيت لحنة زوجته أن طوبيا سيأتي سالمًا وتراه عيناها. إنها صورة رمزية لعمل ربّ المجد فينا حيث نزل إلينا وسيعود بنا إلى بيت أبينا السماوي سالمين، أو صالحين حاملين شركة سماته فينا، إذ نصير بالحق أيقونة حية وعلى مثاله. إننا نعود إلى حالٍ أعظم مما كان فيه أبوانا آدم وحواء في جنة عدن.