أنه لفعل أتضاعٍ حقيقي هو أن الإنسان لا يكشف للغير المواهب السماوية التي نالها. فالبتول المجيدة أرادت أن تخفي عن القديس يوسف خطيبها، حال كونها أختيرت من العزة الإلهية لأن تكون والدةً للإله. أو أنها قلما يكون لم ترد أن تكشف له ذلك مع أنها كانت محتاجةً لأن تخبره به، لكي تخلصه قلما يكون من قلق أفكاره بالأرتيابات الحاصلة عنده وقتئذٍ في أمر حبلها. وبالتالي كان يمكنه أن يشك في طهارتها، أو لترفع عنه سبب التوسوس كما كان بالحقيقة هذا القديس حاصلاً في حربٍ مع أفكاره. اذ أنه من جهةٍ أولى لم يكن يرتاب أصلاً في طهارة خطيبته المجيدة ونقاوة بتوليتها. ومن جهةٍ أخرى قد كان يجهل سر حبلها وعلته، فلهذا: هم بتخليتها سراً: (متى ص1ع19) أي أعتمد على أن يهرب عنها سراً، ولقد كان تمم أعتماده هذا بالعمل، لولا يكون ظهر له ملاك الرب بعد ذلك وأخبره بأن حبلها كان من الروح القدس.*