رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في البنود العشر التعليمية المقال الرابع "انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم "يفسدكم" بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم..." (كو 2: 8). دعوة للتمتع بروح التمييز 1. الرذيلة تحاكي الفضيلة، وذلك كما يجتهد الزوان أن يبدو قمحًا، فينمو مثله في مظهره، لكن يكتشفه عارفوه ويميزونه من طعمه. هكذا أيضًا يُغير الشيطان نفسه في شكل ملاك نور (كو 11: 14)، لا لكي يصعد مرة أخرى إلى حيث كان، إذ قلبه صلب كالسنديان(9)، فصارت إرادته عاجزة عن أن تتوب، إنما يفعل هذا بقصد إغراق السالكين في حياة ملائكية في ظلمات العمى والكفر المهلك. ذئاب كثيرة تجول في ثياب حملان (مت 7: 15)، نعم ثيابها ثياب حملان وليس أظافرها أو أسنانها. وإذ هم يسيرون في الجلد الناعم يخدعون الأبرياء بمظهرهم، فيبثّون فيهم من أنيابهم سم الدنس المهلك. إذن نحن نفتقر إلى نعمة إلهية وذهن علوي وبصيرة نفاذة، حتى لا نأكل الزوان علي أنه حنطة، فيصيبنا ضررُ من الجهل، ونسقط فريسة للذئاب التي نحسبها حملان، ويبيدنا الشيطان المهلك الذي نظنه ملاكًا مباركًا. إذ يقول الكتاب: "كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط 5: 8). هذا هو السبب لتحذيرات الكنيسة، وهو الدافع لتعليماتنا الحالية، الدروس التي تقرأ الآن. الحاجة إلى الإيمان العملي 2. لأن طريق الصلاح يحمل أمرين: تعاليم ورعة، وتدريب عملي للفضيلة. ولن تكون التعاليم مقبولة لدى الله بعيدًا عن الأعمال، ولا الأعمال دون أن تتكمّل بالتعاليم التقوية. لأنه ما الفائدة إن عرفت التعاليم الخاصة بالله معرفة حسنة ومع ذلك أنت زانٍ دنيء؟! أو أي أنفع أن تكون نبيل الطبع وأنت مجدف جاحد؟! لذلك فإن معرفة التعاليم تُعتبر مقتنيات ثمينة، لكنها في نفس الوقت تحتاج إلى نفسٍ متيقظةٍ، إذ كثيرون يفسدون بالفلسفة والخداع الباطل (كو 2: 8). فاليونانيون(10)، من ناحية يسحبون الناس خارجًا بلسانهم اللين، إذ يقطر العسل من شفتي الزانية (أم 5: 3). وأهل الختان(11)، من ناحية أخرى يخدعون من يلتقون بهم بتفسيرهم الكتاب المقدس تفسيرًا خاطئًا رغم دراستهم له منذ الطفولة حتى الشيخوخة (راجع إش 46: 3 LXX). أما الهراطقة فبأعمالهم الصالحة ولسانهم اللين يخدعون قلوب البسطاء (رو 16: 17) تحت ستار اسم المسيح، إذ يدسون أسهمًا مسمومة هي تعاليمهم المملوءة كفرًا. عن هؤلاء جميعًا يقول الرب "انظروا لا يضركم أحد" (مت 24: 4). لهذا نقوم بتعليم قانون الإيمان وشرحه لكم. 3. لكننى أظن أنه يليق قبل تسليمكم قانون الإيمان أن نقدم لكم ملخصًا مقتضبًا للتعاليم الضرورية حتى لا يسبب كثرة الكلام مع طول فترة أيام الصوم الكبير المقدس نسيانًا في أذهان البسطاء منكم. فأقوم بغرس بعض بذور التعاليم باقتضاب فلا تنسونها، نعالجها بأكثر إسهاب فيما بعد. ليت الناضجون ذهنيًا من الحاضرين الآن، والذين "لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عب 5: 14)، يحتملون بصبر الإنصات إلى أمور تتناسب بالأكثر مع الأطفال، إذ هو حديث افتتاحي يُقدم مثل لبنٍ (للأطفال). بهذا ينتفع المحتاجون إلى التعليم، وفي نفس الوقت يتذكره جيدًا الذين لهم سابق معرفة به. الله الواحد 4. أولًا لنلقِ "التعليم عن الله" كأساس في أنفسكم. إنه الله (الآب)، واحد وحيد غير مولود، بلا بداية ولا تغيير، ليس فيه تنوع، ليس مولودُا من آخر، ولا يعقبه آخر، لم يبدأ في زمن للحياة ولا ينتهي قط. إنه صالح وعادل في نفس الوقت، فإن سمعت من هرطوقي ينادي بوجود إله عادل وآخر صالح(12) تذكر في الحال سهام الهراطقة المسمومة. إذ يتجاسر البعض في كفر أن يقسموا الله الواحد. وقال البعض إن واحد خالق للنفس وآخر إله الجسد(13). وهذا التعليم غامض وشرير. لأنه كيف يمكن لإنسان أن يصير خادمًا للسيدين، بينما يقول ربنا في الإنجيل "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين؟!" (مت 6: 24؛ لو 6: 13) يوجد الله، واحد وحيد، خالق للنفوس والأجساد، واحد هو خالق السماء والأرض، صانع الملائكة ورؤساء الملائكة. هو خالق لكثيرين، لكنه أب لواحدٍ وحيد قبل كل الدهور، الابن الواحد الوحيد ربنا يسوع المسيح، الذي به خلق كل شيء، ما يُرى وما لا يُرى (يو 1: 3؛ كو 1: 16). سمو كمال الله 5. إن أبا ربنا يسوع المسيح، الذي لا يحده مكان، هو ليس بأقل من السماء، بل هي عمل يديه (مز 8: 3)، وكل الأرض في قبضته (إش 40: 12). إنه في كل شيء ومحيط بكل شيء! لا تظن أن الشمس أكثر منه بهاءً، ولا مساوية له في الضياء، بل يليق بموجدها أن يكون أعظم منها وأبهى بما لا يقاس! لقد سبق فعرف كل شيء قبل كونه. هو أقدر من الكل، عالم بكل شيء. يعمل ما يريده دون أن يخضع إلى حتمية إلزامية، ولا لحركات نجم(14)، ولا لمحض صدفة أو قضاء وقدر. إنه كامل في كل شيءٍ. يملك كل أشكال الفضائل في كمال مطلق متساوٍ، لا ينقص ولا يزيد. بل كما هو بلا تغيير... يُعد العقوبة للخطاة والإكليل للأبرار. الحفظ من عبادة الأوثان 6. لقد ضل كثيرون عن الله الواحد بطرقٍ متعددة، فعبد البعض الشمس حتى متى غابت يسكنون في الليل بغير الله. والبعض عبدوا القمر فلا يكون لهم الله في النهار(15). والبعض عبدوا أجزاء العالم الآخرى(16). والبعض عبدوا الفنون(17). وعبدَ البعض أنواع أطعمة مختلفة(18)، والبعض ملذاتهم(19)، وسُحر البعض بالنساء، فأقاموا تمثالًا لامرأة عارية ودعوها أفروديت(20)، وعبدوا شهواتهم بصورة منظورة. وبُهر البعض ببريق الذهب فعبدوه(21)، وآخرون عبدوا أنواعًا أخرى من هذه الأمور. أما من ألقى في قلبه تعليم وحدانية الله كأول أساس، ووثق فيه للحال ينزع عنه حصيلة(22)، شرور عبادة الأصنام وكل أخطاء الهراطقة. إذن ألقوا بالإيمان بهذا التعليم الديني الأول كأساس في أنفسكم. المسيح 7. آمن أيضًا بابن الله الواحد الوحيد، ربنا يسوع المسيح، المولود، إله من إله، حياة من حياة، نور من نور، مساوٍ لمن ولده في كل شيء(23)، لم يتقبل وجوده في زمان، بل هو أزلي قبل كل الدهر، مولود من الآب بطريقة لا تدرك. إنه حكمة الله وقوته، وبرّه، كائن فيه شخصيًا(24). جالس عن يمين الآب قبل كل الدهور. لأنه لم يتقبل العرش الذي عن يمين الآب كجزاء لاحتماله بصبرٍ كما يظن البعض، إنما تقبله بوجوده السرمدي... هو شريك الآب في عرشه بكونه الله والحكمة والقوة، وكما يقال عنه إنه يملك مع الآب... دون أن ينقص شيئًا من الكرامة الإلهية. إنه يعرف (الآب) الذي ولده، كما يعرف هو أيضًا أنه مولود منه. وباختصار أذكر ما جاء في الإنجيل: "لا يعرف أحد الابن إلاّ الآب، ولا الآب إلاّ الابن" (مت 11:27؛ يو 10: 15؛ 17: 25). واحد مع الآب 8. علاوة على هذا، لا تفصل بين الابن والآب(25). لا تعتقد في ابن شبيه بالآب Son - Fatherhood))... بل آمن أن الله الواحد ابن واحد وحيد، هو كلمة الله من قبل الدهور. ليس كلمة منطوقه(26) منتشرة في الهواء، ولا شبه الكلمات غير الذاتية، بل هو الكلمة الابن خالق كل المخلوقات العاقلة، يسمع الآب وهو نفسه يتكلم. ليت الله يسمح فنتكلم عن هذه الأمور بأكثر توسع في الوقت المناسب حتى لا ننسى هدفنا الحالي، أي تقديم تمهيد لعقائد الإيمان باختصار. ميلاده من عذراء 9. آمِنْ أن ابن الله الوحيد هذا نزل من السماء إلى الأرض من أجل خطايانا. لبس هذه الطبيعة البشرية وتشبه بنا (أع 14: 15؛ يع 5: 17)... وولد من العذراء القديسة من الروح القدس، وصار إنسانًا. لم يكن هذا خيالًا، ولا مجرد مظهر، بل بالحق صار هكذا(27)، ولا عبر في العذراء كما في قناة(28) بل صار منها جسدًا فعلًا "وانتعش باللبن فعلًا"(29)، وأكل مثلنا فعلًا، وبحق شرب، فلو كان التجسد خيالًا لصار الخلاص أيضًا خيالًا... الصليب 10. بحق صُلب عن خطايانا. فإن أردت إنكار هذا يرفضك بطريقة منظورة هذا المكان أي الجلجثة المباركة التي نجتمع فيها الآن (من أجل المصلوب هنا. وقد امتلأ العالم بأجزاء من خشبة الصليب)(30). لكنه لم يُصلب عن خطايا ارتكبها، بل لكي يخلصنا من خطايانا. وفي الوقت الذي فيه احتقره البشر فلطموه، كانت الخليقة تعرف أنه ابن الله، فانكسفت الشمس لما رأت ربّها مُهانًا، مرتعبة كيف تحتمل هذا المنظر؟! دفنه 11. بحق وُضع في قبرٍ منحوتٍ في الصخر، لكن الصخور تشققت مرتعبة بسببه! لقد نزل إلى أسافل الأرض ليخلص الأبرار(31). اخبرني، هل ترغب في أن يتمتع الأحياء وحدهم بنعمته ولا ترغب في أن ينالوا حريتهم من لهم زمان طويل مسجونون من آدم؟! لقد أعلن إشعياء النبي بصوت عالٍ عن أمورٍ كثيرة تخصه، ألاّ تريد أن ينزل الملك ويخلص رسوله؟! أيضًا داود وصموئيل وكل الأنبياء كانوا هناك، ويوحنا نفسه القائل خلال تلميذيه "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر" (مت 11: 3)، أفما ترغب أن ينزل ويخلص أمثال هؤلاء؟! قيامته 12. لكن الذي نزل إلى طبقات الأرض السفلي قام أيضًا. يسوع الذي دفن بالحق قام في اليوم الثالث. وإن ضايقك اليهود في هذا اسألهم: هل يخرج يونان من جوف الحوت في اليوم الثالث ولا يقوم المسيح من الأرض في اليوم الثالث؟! إن كان الميت بلمسه عظام أليشع عاد إلى الحياة، أفليس بالأولي جدًا على خالق البشرية أن يقوم بالآب؟! حسنًا، إنه قام حقًا، وبعد قيامته رآه التلاميذ، وشهد الاثنا عشر بقيامته(32)، حاملين الشهادة لا بكلمات مفرحة، بل باحتمال الآلام والموت من أجل حقيقة القيامة. ماذا إذن؟ إن كان "على فم شاهدين أو على فم ثلاثة شهود يقوم الأمر" كقول الكتاب (تث 19: 15)، فهل لازلت غير مؤمن بقيامة المسيح وها اثنا عشر رسولًا يشهدون؟! صعوده 13. إذ تمم يسوع نصيبه من الاحتمال بصبرٍ، وخلص البشرية من خطاياها، صعد إلى السماوات مرة أخرى إذ رفعته سحابة، وإذ ارتفع صارت ملائكة بجواره والتلاميذ يتطلعون إليه. إن كان أحد لا يؤمن بهذه الكلمات التي أنطق بها، فليؤمن بقوة الأمور التي يراها الآن. لأن كل الملوك ينطفئ سلطانهم بموتهم، أي بانتهاء حياتهم، أما المسيح المصلوب فهو معبود من العالم كله. نحن نعلن عن المصلوب، والشياطين ترتعب منه! كثيرون صُلبوا في أزمنة مختلفة، لكن أي شخص آخر مصلوب صنع ابتهالًا يطرد الشياطين! قوة علامة صليب المسيح 14. ليتنا لا نخجل من صليب المسيح، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وإن استحى منه البعض، فاطبعه بوضوح على جبهتك، فتهرب منك الشياطين مرتعبة، إذ ترى العلامة الملوكية(33). اصنع هذه العلامة عندما تأكل وعندما تشرب، عندما تجلس وعندما تنام وعندما تنهض، وعندما تتكلم وعندما تسير، وباختصار ارسمها في كل تصرف(34). لأن الذي صُلب هنا هو في السماوات في الأعالي. لو أنه بقي في القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحي منه، لكن في الواقع الذي صُلب على الجلجثة صعد إلى السماوات من فوق جبل الزيتون من ناحية الشرق، فإنه بعدما نزل إلى الجحيم وصعد إلينا ارتفع من بيننا إلى السماوات، فيحدثه أبوه قائلًا: "اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز 110: 1). الدينونة المقبلة 15. يسوع المسيح الذي صعد يأتي لا من الأرض بل من السماوات، وأنا أقول "لا من الأرض، وذلك لأن مسحاء كذبه كثيرون يأتون في هذا الوقت من الأرض. وقد بدأوا فعلًا في المجيء قائلين: "أنا هو المسيح" (مت 24: 5)، مدعين لأنفسهم باطلًا اسم المسيح، وقد أوشكت "رجسة الخراب" أن تحل (مت 24: 15). لكن تطلع إلى المسيح الحقيقي، ابن الله، الابن الوحيد، إنه لا يأتي بعد من الأرض بل من السماوات، ظاهرًا للجميع أكثر لمعانًا من أي نورٍ مبرقٍ، تحيط به الجنود الملائكية، يأتي ليدين الأحياء والأموات ويملك مُلكًا سمائيًا أبديًا لا ينتهي. أرجوك أن تحتاط في هذا الأمر لأن كثيرين يقولون إن ملكوت المسيح له نهاية(35). الروح القدس 16. آمن أيضًا بالروح القدس، وما تسلمته بخصوص الآب والابن، واقبله بالنسبة للروح القدس. ولا تتبع المعلمين بتجاديف عنه(36). اعلم أن هذا الروح القدس هو واحد غير منقسم، له قوة ذات جوانب متعددة وأعمال كثيرة، أما هو فغير منقسم.- إنه يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1 كو 2: 10)، نزل على الرب يسوع في شكل حمامة. عمل في الناموس والأنبياء، وهو يختم نفوسكم عند العماد. تحتاج كل خليقة عاقلة إلى قداسته، ومن يجدف عليه "لن يُغفر له، لا في هذا العالم ولا في الآتي" (مت 12: 32). هو مع الآب والابن(37)، مكرّم بذات اللاهوت. تحتاج إليه العروش والسيادات والرئاسات والقوات (راجع كو 1: 16). إذ يوجد الله واحد، أب المسيح، رب واحد هو يسوع المسيح الابن الوحيد لله الواحد، روح قدس واحد يقدس الجميع ويتعبدون له، هذا الذي تحدث في الناموس والأنبياء، في العهد القديم والعهد الجديد... ختم الروح القدس 17. هل تفكر في الختم الذي تلمسته لمسًا خفيفًا خلال مقالي المختصر عنه، والذي أعرضه بمشيئة الرب فيما بعد ببراهين الأسفار المقدسة قدر المستطاع، إذ لا يكفي أن نتحدث بعبارات عرضية فيما يختص بأسرار الإيمان الإلهية دون الرجوع إلى شهادات الأسفار المقدسة؟! حتى بالنسبة لي أنا الذي أخبرك عن هذه الأمور لا أقدم تصديقًا مطلقًا لما أقوله دون أن استند على الكتب الإلهية. لأن الخلاص الذي نؤمن به لا يعتمد على حذاقة الذهن بل برهان الأسفار المقدسة. النفس 18. بعد معرفة هذا الإيمان الموقر المجيد الكلّي القداسة يليق بك أن تعرف من أنت. الإنسان له طبيعة ذات جانبين، إذ يتكون من النفس والجسد. وكما سبق أن قلنا منذ قليل أن الله ذاته هو خالق النفس والجسد(38). اعرف أيضًا أن لك نفس سيدة ذاتها، هي أسمى أعمال الله، خُلقت على صورة خالقها. خالدة إذ وهبها الله الخلود. إنها كائن حيّ عاقل غير فاسدٍ، إذ وهبها الله هذه النعم. لها سلطان أن تفعل في حرية ما تشاء(39)، فأنت لا تخطئ حسب (تاريخ) ميلادك، أو ترتكب الزنا بمحض الصدفة، ولا تُجبر على ارتكاب الفجور حسب سير النجوم كما ينطق البعض بكلمات فارغة(40). لماذا تُحجم عن الاعتراف بأفعالك الشريرة، ناسبًا اللوم إلى النجوم البريئة؟! أرجوك إلاّ تعطي اهتمامًا للمنجمين، إذ يقول الكتاب المقدس الإلهي "ليقف الراصدون النجوم يخلصوك"، ثم يكمل: "ها إنهم قد صاروا كالقش. أحرقَتهم النار. لا ينجّون أنفسهم من يد اللهيب" (إش 47: 13، 14). مسؤولية النفس وحرية إرادتها 19. إننا نعلم أيضًا أن النفس لم ترتكب خطيئة قبل مجيئها(41)، بل جاءت بلا خطية(42)، إنما أخطأنا بإرادتنا الحرة. أرجوك إلاّ تجوي وراء من يفسر الكلمات التالية تفسيرًا خاطئًا "إن كنت أفعل ما لست أريده" (رو 7: 16)، بل تذكر القائل: "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتحررتم تأكلون بالسيف" (إش 1: 19-20). وأيضًا "كما قدّمتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم، هكذا الآن قدّموا أعضاءكم عبيدًا للبرّ للقداسة" (رو 6: 19). تذكر أيضًا الكتاب المقدس القائل: "وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم" (رو 1: 28). وأيضًا "إذ معرفة الله ظاهرة فيهم" (رو 1: 19). وأيضًا "غمضوا عيونهم" (مت 13: 15). تذكر أيضًا كيف اتهمهم الله مرة أخرى قائلًا: "أنا قد غرستك أفضل كرمة (سورق)، زرع حق كلها، فكيف تحولتِ إلى مرارة أيتها الكرمة الغريبة؟!" (راجع إر 2: 21). نفوس الرجال والنساء متشابهة 20. النفس خالدة. وكل نفوس الرجال والنساء متشابهة، إنما التمييز هو في أعضاء الجسد(43). لا يوجد أنواع معينة في النفوس، نوع يخطئ بالطبيعة، وآخر يمارس البرّ بالطبيعة(44). بل كلها تعمل بحريتها. فمادة النفوس واحدة، جميعها متشابهة. على أي الأحوال أنني أدرك أنني تكلمت كثيرًا، وأن الوقت فعلًا قد طال، لكن أي شيء أهم من الخلاص؟ أما تريد أن تتعب في الحصول على إمدادات في الطريق ضد الهراطقة؟! ألا تشاء أن تعرف الممرات الجانبية التي للطريق حتى لا تسقط في هوةٍ بسبب الجهل؟! إن كان معلموك يحسبون تعليم مثل هذه الأمور شيئًا نافعًا ليس بقليل، أما تتقبل بفرح ما نحدثك به ونحن مسرورون؟! حرية إرادة النفس والمكافأة 21. تتمتع النفس بحرية الإرادة. ومع أن الشيطان يقدر أن يقترح عليها، لكنه ليس له سلطان يلزمها بشيء بغير إرادتها. إنه يصور لك فكر الزنا، فإن أردت قبلته، وإن لم ترد تحتقره. لأنك لو كنت زانيًا قهرًا لما أعد الله جهنم؟! وإن كنت صانع بر بالطبيعة وليس بإرادتك لما أعد الله أكاليل مجد لا يُنطق بها؟! الغنم وديع، لكنه لا يكلل على وداعته، لأنها ليست باختياره بل بحكم الطبيعة. جمال الجسم البشري 22. لقد تعلمت أيها الحبيب عن طبيعة النفس قدر ما سمح الوقت، اجتهد أن تقبل التعليم الخاص بالجسد أيضًا. لا تقبل القائلين أن هذا الجسد ليس من عمل الله(45). لأن الذين يعتقدون بأن الجسد لا يعتمد على الله وأن النفس تسكن فيه كما في وعاءٍ غريبٍ، هؤلاء يدنسونه بالزنا. ومع هذا أي خطأ يجدونه في هذا الجسد العجيب؟! ماذا ينقصه في كماله؟! أما يحمل تكوينه مهارة كاملة؟! ألا يلزمهم أن يتأملوا تكوين العينين المضيئتين؟! وكيف توضع الإذن بميل لتستقبل الصوت بغير عائق؟! وكيف يميز الشم الروائح؟! وكيف يخدم اللسان غرضين: حاسة التذوق وقوة الكلام؟! وكيف تستنشق الرئتان غير المنظورتين استنشاق الهواء بغير انقطاع؟! من الذي جعل نبضات القلب غير منقطعة؟! ترى من الذي وزع (الدورة الدموية) بين أوردة وشرايين هذا عددها؟! من الذي ربط بمهارة بين العظام والعضلات؟ من الذي يحول جزء من الأطعمة إلى طبيعتنا وآخر إلى عصارات مناسبة؟! من الذي وهب البشرية أن تبقى خلال الاتصال الجسدي البسيط، مع أنها كانت ستنتهي وتموت؟! النفس هو وراء الخطية 23. لا تقل لي إن هذا الجسد هو علّة الخطية(46). فلو كان الجسد سبب الخطية، فلماذا لا تخطئ الجثة الميتة؟ ضع سيفًا في يمين إنسان مات حالًا، فإنه لا يرتكب جريمة قتل! ليقترب جمال ما من كل نوع نحو شابٍ ميت حالًا، فإنه لا تثور فيه شهوة دنسة. لماذا؟ لأن الجسد لا يخطئ بذاته، بل النفس تخطئ خلال الجسد. الجسد هو آلة، إنه بالنسبة للنفس بمثابة ثوب أو رداء لها. فإن غلبْته بالزنا تدنس، وإن قطنت فيه نفسًا مقدسة يصير هيكلًا للروح القدس. لست أنا القائل بهذا، بل الرسول بولس الذي قال: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم؟!" (1 كو 6: 19). إذن اهتم بجسدك بكونه هيكل للروح القدس. لا تفسده بالزنا، ولا توسّخ ثوبك الجميل. وإن كنت دنسته فأغسله الآن بالتوبة. اغسله جيدًا إذ سمح الوقت. دعوة إلى البتولية 24. أما بخصوص التعليم عن العفة، فلنهتم أولًا بخصوص نظام المتوحدين والعذارى الذين يمارسون الحياة الملائكية في العالم. ليت بقية شعب الكنيسة يتمثل بهم. لأنه قد أعد لكم أيها الإخوة إكليل عظيم، فلا تستبدلوا شرفًا عظيمًا مقابل لذة زهيدة. اسمعوا قول الرسول: "لئلا يكون أحد زانيًا أو مستبيحًا كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع باكوريته" (عب 12: 16). ليسجل (اسمك) هنا في الكتب الملائكية من أجل عمل العفة، ناظرًا أنك تمسحه مرة أخرى بارتكابك الزنا. كرامة الزواج 25. من ناحية أخرى لا تنتفخ بسبب عفتك (بتوليتك) أمام السالكين في طريق الزواج الذي هي أقل. إذ يقول الرسول: "ليكن الزواج مكرمًا عند كل أحدٍ، والمضطجع غير دنس" (عب 13: 4). ألم تولد من أناس متزوجين أيها المحافظ على عفتك (بتوليتك)؟! فإن كنت تملك ذهبًا، فلماذا تحتقر الفضة؟ بل ليكن المتزوجون منبسطي السريرة، هؤلاء الذين يستخدمون الزواج حسب الشريعة، حسب أقوال الله، وليس للفجور، طالبين شهوات بلا ضابط. هؤلاء الذين يعرفون أوقاتً للامتناع ليتفرغوا للصلاة (1 كو 7: 5)، الذين يحضرون اجتماعاتنا في الكنيسة بأجساد طاهرة وثياب نقية، إذ دخلوا قصدوا من الزواج إنجاب الأطفال لا للانغماس في متعة اللذة. شرعية الزواج 26. أيضًا لا يحتقر المتزوجون مرة واحدة الذين قبلوا الزواج الثاني (بعد وفاة الطرف الأول). فمع أن ضبط النفس أمر نبيل وعجيب، لكن الزواج الثاني مسموح به للضعيف كي لا يسقط في الزنا. يقول الرسول: "إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا، ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أفضل من التحرق" (1 كو 7: 8، 9). اترك جميع الممارسات الأخرى من زنا ودعارة وكل أنواع الفسق. احفظ جسدك طاهرًا للرب فيكرم الرب في جسدك. لتنعش جسدك بالطعام لكي يعيش ويخدم دون أي عائق وليس لكي تدفعه للذات. الطعام 27. أما من جهة الطعام، فلتكن هذه هي قوانينك، إذ توجد عثرات كثيرة من جهته. فالبعض لا يبالي بما يقدم للأوثان. بينما يدرب البعض نفسه (على عدم أكله) لكنهم في نفس الوقت يدينون من يأكلون منه. وهكذا بطرق متنوعة تتدنس نفوس البشر في أمر الأطعمة بسبب جهلهم الأسباب المعقولة النافعة للأكل أو الامتناع عنه. فنحن نصوم ممتنعين عن الخمر واللحوم، ليس احتقارًا لهما كأشياء دنسة، بل أملًا في المكافأة. فنستهين بالأمور المادية لكي نتمتع بالوليمة الروحية العقلية، وإذ نزرع الآن بالدموع نحصد في العالم الآتي بالفرح (مز 126: 5). إذن لا تدنْ من يأكل، إذ بسبب ضعف جسده يشترك في الطعام (رو 14: 3). وأيضًا لا تلم من يستخدم قليل خمر من أجل معدته وأمراضه الكثيرة (1 تي 5: 23)، لا تحسبهم خطاة، ولا تبغض اللحم كطعام غريب، فإن الرسول عرف أناسًا من هذا النوع عندما قال: "مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين" (1 تى 4: 3). فالامتناع لا يكون بالنظر إليها على أنها أمور دنسة(47) بل من أجل المكافأة. فتترك أمورًا صالحة بسبب تطلعك إلى أمور روحية أفضل. عدم الأكل مما يقدم الأوثان 28. احفظ نفسك في أمان فلا تأكل مما يقدم الأوثان... فإن هذا الأمر لست أنا وحدي أمنعك عنه، بل والرسل ويعقوب أسقف هذه الكنيسة كان مملوء غيرة من جهته. فلقد كتب الرسل والشيوخ رسالة جامعة لكل الأمم أنه ينبغي أن يمتنعوا أولًا عما ذبح للأصنام ثم عن الدم والمخنوق (راجع أع 15: 20، 29). لأن كثيرين يشربون الدم بصورة وحشية، سالكين مثل الكلاب. وأيضًا يتمثلون بالحيوانات المفترسة التي تفترس المخنوق. أما أنت يا خادم المسيح فاحترس في الأكل مراعيًا أن تأكل بوقار... ما قلته هذا يكفي بخصوص الأطعمة. الكساء 29. ليكن لباسك بسيطًا، لا للزينة، بل للسترة للضرورة، لا لكي تخدم غرورك بل لتدفئتك في الشتاء وإخفاء ما هو غير لائق من جسدك، لئلا في إخفاء ما هو غير لائق من جسدك تسقط في أمر غير لائقٍ بملبسك المغالي فيه. القيامة 30. أتوسل إليك أن تهتم بهذا الجسد، فإنك ستقوم من الأموات لتدان به. إن ساورك بعض الشك باستحالة هذا الأمر، تأمل بنفسك على ما تراه من الأحداث. اخبرني أين كنت منذ مائة عام ونيف؟ ومن أية مادة حقيرة جدًا وصغيرة للغاية أخذت هذه القامة العظيمة وصار لك هذا الجمال؟ ماذا إذن؟ الذي أوجدك من العدم أما يستطيع أن يقيمك مرة أخرى بعدما صرت موجودًا الآن وتفسد؟! الذي يقيم المحصول الذي يُزرع من أجلنا عامًا بعد عامٍ(48)، هل يجد صعوبة في إقامتنا نحن؟!... ها أنت ترى كيف تتجرد الأشجار من الثمار والأوراق شهورًا كثيرة، وإذ يعبر الشتاء تحيا من جديد كما من الموت! أو ليس بالأحرى والأسهل جدًا أن نعود نحن إلى الحياة؟! لقد تحولت عصا موسى بإرادة الله إلى طبيعة غير طبيعتها، إلى حيَّة، فالإنسان الذي مات أما يمكن أن يُعاد إلى ما هو عليه مرة أخرى؟ 31. لا تهتم بالقائلين إن هذا الجسد لا يقوم، فقد شهد إشعياء قائلًا: "تحيا أمواتك تقوم الجثث" (إش 26: 9). ودانيال يقول: "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (دا 12: 2). ومع أن القيامة عامة للجميع لكنها ليست متشابهة بالنسبة للجميع. جميعًا يستلم أجسادًا أبدية، لكنها ليست متشابهة. فالبعض يتقبلها خلال الأبدية مرتبطين بجوقات الملائكة، وأمّا الأشرار فيتقبلونها لاحتمال عذابات خطاياهم. جرن المعمودية 32. لهذا السبب وهبنا الرب حسب محبته المترفقة التوبة عند العماد لحمايتنا. فننبذ الخطايا الرئيسية، بل بالأحرى نترك كل ثقل خطايانا، ونتقبل ختم الروح القدس لنكون ورثة الحياة الأبدية. وإذ تكلمنا بالأمس عن جرن المعمودية بما فيه الكفاية. ليتنا نعود الآن، فنثبت المواضيع التي ذكرناها في افتتاحية تعليمنا. الأسفار المقدسة 33. الأسفار المقدسة الإلهية الموحى بها: كل العهد القديم والعهد الجديد، هي التي تعلمنا. فإن إله العهدين هو واحد، فقد أخبرنا في العهد القديم عن المسيح، الذي يظهر في العهد الجديد، والذي قادنا خلال الشريعة والأنبياء إلى مدرسة المسيح... إذ "كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح" (غل 3: 24). إن سمعت أحد الهراطقة ينطق بشرٍ على الناموس والأنبياء أجبه بكلمات المخلص إذ جاء يسوع "لا لينقض الناموس بل ليكمله" (راجع مت 5: 17). اعرف أيضًا بمثابرة من الكنيسة ما هي أسفار العهد القديم وما هي أسفار العهد الجديد. ولا تقرأ من كتابات الأبوكريفا(49)، لأنه ما الداعي أن تتعب نفسك باطلًا في كتب مُتنازع فيها يا من لم تعرف بعد ما هو معروف للجميع. اقرأ الأسفار الإلهية الاثنين وعشرين سفرًا للعهد القديم التي قام بترجمتها اثنان وسبعون مفسرًا. تاريخ الترجمة السبعينية 34. فإنه بعد موت الإسكندر ملك مكدونية وتقسيم مملكته إلى أربعة أقسام بابليون ومكدونية، وآسيا، ومصر، فإن أحد الذين ملكوا مصر هو بطليموس الفيلادلفي كان مغرمًا بالقراءة، يجمع الكتب من كل بقعة، فسمع من أمين مكتبته ديمتريوس فيلادلفيوس عن الكتاب المقدس الذي يحوى الشريعة والأنبياء، وإذ يرى أنه من الأفضل جدًا إلاّ يأخذ الكتب من أصحابها عنوة بل خلال تقديم الهدايا والصداقات، إذ يعلم إن ما يؤخذ عنوة غالبًا ما لا يُسلم كما هو، أما ما يُقدم إليه بطيب خاطر فإنه يُقدم بإخلاص بغير تغيير. لهذا أرسل إلى اليعازر رئيس الكهنة هدايا كثيرة عظيمة للهيكل في أورشليم، وطلب منه أن يرسل عشرة مفسرين من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر للترجمة(50). وقد صنع تجربة لمعرفة أنه الكتاب الإلهي (أي لئلا يكونوا قد خدعوه)، فمن حذّره منع القادمين إليه من الاجتماع معًا بل جعل لكل واحد منهم حجرة مستقلة منفصلة في جزيرة فاروس مقابل الإسكندرية. وأمر كل واحد منهم أن يقدم ترجمة للكتب المقدسة. ولما انتهوا من العمل في اثنين وسبعين يومًا أحضر جميع الترجمات التي تمت في حجرات مختلفة، دون أن يرسل الواحدة إلى الأخرى فوجدها متشابهة لا في المعنى فقط، بل وفي الكلمات، لأن الترجمة لم تكن وسيلة لإبراز بلاغة بشرية، بل نطق بها الروح القدس وتمت به... أسفار العهد القديم 35. من هذه الترجمة اقرأ الاثنين وعشرين سفرًا... ادرس بشغف الأسفار التي تقرأ علانية في الكنيسة، لأن الرسل والأساقفة الأولون ورؤساء الكنيسة الذين سلمونا هذه الأسفار هم أكثر منك حكمة وتقوى.... فبخصوص العهد القديم -كما نقول- ادرس الاثنين وعشرين سفرًا التي متى كنت مشتاقًا للتعليم تحفظ أسماءها كما أتلوها لك: * الشريعة، أي أسفار موسى، الأسفار الخمس الأولى: التكوين والخروج واللاويين والعدد وتثنية. * بعد ذلك يشوع بن نون Nave(51) * سفر القضاة شاملًا راعوث محسوبًا السفر السابع. * الكتب التاريخية الأخرى: ملوك الأول والثاني(52)، وهما عند العبرانيين سفر واحد. والثالث والرابع سفر واحد. وبنفس الطريقة أخبار الأيام الأول والثاني سفر واحد. وأيضًا Esdras الأول والثاني (عزرا ونحميا) سفر واحد. أستير هو الكتاب الثاني عشر. هذه هي الكتب التاريخية. * أما الكتب الشعرية فهي خمسة: أيوب، المزامير، الأمثال، الجامعة، نشيد الأناشيد. وبهذا يكون العدد سبعة عشر سفرًا. * يأتي بعد هذا الكتب الخمس للأنبياء وهى: أ. الاثنا عشر نبيًا وهي تكوٌن سفرًا واحد. ب. إشعياء. ج. إرميا ويحوى باروخ ومراثي إرميا والرسالة(53). د. حزقيال. هـ. دانيال. هذه هي أسفار العهد القديم الاثنان وعشرون(54). أسفار العهد الجديد 36. يحوى العهد الجديد أربعة أناجيل فقط، أما بقية الأناجيل مزورة... فقد كتب أتباع ماني إنجيلًا دعوه "حسب توما" وقد أعطوه اسم الرسول لكي يفسدوا أرواح البسطاء. بعد ذلك سفر أعمال الرسول ومعه سبعة رسائل الجامعة ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وكخاتم لهذه كلها أخرى أعمال التلاميذ الأربعة عشر رسالة لبولس(55). أمّا ما تبقّى فهو من الدرجة الثاني. الأسفار التي لا تقرأها الكنيسة لا تقرأها أنت أيضًا، بل اقرأ ما تسمعه... حياة المسيحي في المسيح 37. أبطل كل عمل شيطاني ولا تصدق "الحية" المقاومة التي تغيرت عن طبعها الأصلي بإرادتها الحرة. والتي تستطيع أن تغري الإرادة دون أن تلزمها بشيء. أيضًا لا تنصت إلى أقوال التنجيم والعرافة والتكهنات ولا إلى خرافات الإغريق في الإلهيات(56). فإن العرافة والسحر واستحضار الأرواح لا تستحق حتى سماعها. ابتعد عن كل نوع من الإفراط ولا تنسق إلى النهم ولا إلى الفسق، ولتكن ساميًا فوق كل طمع ورِبا فاحش. لا تهلك نفسك بحضورك اجتماعات الوثنين في مشاهدهم العامة ولا تستخدم الاحجبة عند المرض. أبطل أيضًا كل فظاظة... لا تنزلق في مذهب السامريين أو اليهودية، لأن يسوع المسيح فاديك. ابتعد عن ملاحظة السبوت (غل 4: 10)، ولا تدع أطعمة ما أنها دنسة. على وجه الخصوص أبغض كل اجتماعات الهراطقة الأشرار. وفي كل طريق أمّن نفسك بالأصوام والصلوات والصدقات والقراءة في أقوال الله، فإذ تعيش بقية حياتك في الجسد في تعقل متمسكًا بالتعاليم الصادقة تتمتع بالخلاص الواحد الذي يفيض من العماد. بهذا تُحسب عضوًا في جيوش السماء بواسطة الله الآب، وتستحق أكاليل سمائية في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى أبد الأبد آمين. _____ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|