|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنارة والزيت النقي وطقس اضاءة الكنيسة من المساء حتى الصباح فى القداس المنارة والزيت النقي ليس عجيبًا أن يتحدث عن المنارة والزيت النقى بعد حديثه عن الأعياد والمواسم مباشرة، فإن كان الله يود أن ينعم على شعبه بفرح دائم لا ينقطع فسرّ هذا الفرح هو استنارته غير المنقطعة بزيت الروح القدس فيه، الذي يهيئ النفس كعذراء لاستقبال العريس (مت 25: 1-10). "أوصِ بني إسرائيل أن يقدموا إليك زيت زيتون مرضوض نقيًا للضوء لإيقاد السرج دائمًا. خارج حجاب الشهادة في خيمة الإجتماع يرتبها هرون من المساء إلى الصباح أمام الرب دائمًا فريضة دهرية في أجيالكم. على المنارة الطاهرة يرتب السرج أمام الرب دائمًا" [2-4]. أوصى الرب الشعب بتقديم زيت زيتون مرضوض، أي مستخرج برضه أو دقه في الهاون وتصفيته، وأن يكون نقيًا. وكان على هرون وبنيه أن يرتبوا السرج السبعة التي للمنارة الذهبية في المساء حتى الصباح أمام الرب بالسهر عليها حتى لا تنطفئ. ويذكر المؤرخون أن جميع السرج كانت تضاء طول الليل، أما في النهار فيضاء ثلاثة منها فقط. أن المنارة لم تكن لمجرد الإضاءة لكنها حملت مفاهيم لاهوتية روحية تمس علاقتنا بالثالوث القدوس، النور الحقيقي. وأن الكنيسة الأولى إهتمت بالإضاءة حتى في النهار داخل الكنيسة كطقس روحي يمس حياة المؤمنين، وأن الكاهن يبارك الشعب بالصليب ملتحمًا بشموع منيرة علامة عمل الله في حياتهم الداخلية[295]. يعلق الأب ميثوديوس على طقس الإضاءة من المساء حتى الصباح في القدس قائلاً: [لقد أوصوا أن يكون لهم نور ضعيف من المساء حتى الصباح، لأن نورهم يبدو أنه يمثل الكلمة النبوية... كانت هناك ضرورة أن يوقد حتى يأتي النهار، إذ يقول "يرتبها إلى الصباح"، أي حتى مجئ المسيح. فإنه إذ يشرق شمس الطهارة والبر لا تكون هناك حاجة لنور آخر[296]]. ويقول العلامة أوريجانوس: [قبل مجئ ربنا يسوع المسيح، الشمس التي لم تشرق على بني إسرائيل، كانوا يستخدمون نور السرج، إذ كان عندهم كلمات الناموس والأقوال النبوية كسراج مغلق عليه في سور ضيق لا تشرق أنواره في الأرض كلها. فقد كان العلم الإلهي محصورًا في يهوذا وحده، كقول النبي: "الرب معروف في يهوذا" (مز 75: 1). لكن إذ أشرق شمس البر (ملا 4: 2، 3: 20)، ربنا ومخلصنا، إذ وُلد ذاك الذي كتب عنه أن "الشرق إسمه" (زك 6: 2 "الترجمة السبعينية")، إنتشر نور العلم الإلهي في العالم كله. باختصار كانت كلمات الناموس والأقوال النبوية سراجًا منيرًا يشتعل داخل القدس، لا يمكن أن ينطلق خارجًا ليشع بجماله وبهائه. كلمات الناموس والأنبياء هي السرج، هذا ما علمنا إياه الرب بنفسه من يوحنا المعمدان (كممثل للعهد القديم بناموسه وأنبيائه): "كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يو 5: 35)... كان هذا السراج يشتعل، إذ هو يوحنا الذي به تم الناموس والأنبياء. مادام الشعب له زيت يقدمه للإضاءة لا ينطفئ السراج، لكنهم عندما أخطأوا ولم يصر لهم زيت الرحمة ولا الأعمال الصالحة والنقاوة إنطفأ السراج بسبب الحاجة إلى زيت نقي للإضاءة. لكن ماذا نقول بالنسبة لنا نحن؟... يليق بالمسيحي أن يهتم بالأكثر أن يكون له زيت، فبدونه كما يقول الرب تُسمى العذارى جاهلات، إذ لا يحملن زيتًا في آنيتهن، فلا يضئن سرجهن وبالتالي يحرمن من الحجال الزوجي. وعندما قرعن الباب إذ لم يكن لهن زيت أمر العريس بعدم فتح الباب (مت 25). إنيّ أذكر ما سبق فقلته بخصوص المزمور 118: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 118: 105)، موضحًا بقدر الإمكان الفارق بين السراج والنور. فقد خصص السراج للرجل بكونها عضو سفلي للجسم، أما النور فخصص للسبل التي تُدعى في موضع آخر "الطرق السماوية". فبحسب التفسير السري... يضيئ سراج الناموس للذين هم في العالم كرجل للخليقة كلها (رجال العهد القديم)، أما النور الأبدي فمخصص لسبل الدهر الآتي[297]]. يرى القديس أغسطينوس[298] أن الزيت يُشير إلى "المحبة" التي بدونها لن تدخل العذارى إلى العرس ولا يلتقين بالعريس في حجاله السماوي. ويقول العلامة أوريجانوس: [أما يظهر لك أن من يطفئ نور المحبة يطفئ السراج؟! من يحب أخاه (1 يو 4: 21) يبقى في نور المحبة ويستطيع أن يقول بكل ثقة: "أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله" (مز 52: 8)، "بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك"(مز 128: 3)[299]]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المنارة والزيت النقي |
بعض مظاهر مهابة الكنيسة اضاءة الشموع |
أنتِ هي المنارة الذهب النقي الحاملة المصباح المتقد كل حين 👑 |
الصلاة في الصباح وفي المساء |
رحل الصباح وأتي المساء |