رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومع هذا كُلِّه، فبَيننا وبَينَكم أُقيمَت هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا. تشير عبارة "هُوَّةٌ عَميقة" في الأصل اليوناني χάσμα μέγα ἐστήρικται, (معناها حفرة فوهتها فارغة عظيمة وثابتة) إلى استحالة تبدّل حالة الراقد بعد الموت. كل ٌيستمر في وضعه، فإمَّا ما ُيرمز إليه بالعذاب وإمَّا يُرمز إليه بالعزاء. فأحكام الله عادلة ونهائية لن تتغير وللأبد. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم بقوله " ترمز هُوَّةٌ عَميقة إلى أن الوقت قد انتهى فلا مجال للتوبة". عند الموت ينتهي زمن الرحمة ويبدأ زمن العدل؛ فلا يقدر شرِّير أن يترك الجحيم إلى الفردوس، ولا مجال لأبناء الملكوت بعد رحيلهم أن يسقطوا إلى الجحيم. ويعلق القديس أوغسطينوس" أن الحكم الإلهي لن يتغير ولا يمكن للأبرار أن يتشفعوا بأحد حتى وإن أرادوا ذلك". كانت هوة عظيمة بين الغَنِيٌّ ولعازر الفقير لم يردمها الغَنِيٌّ الجاهل بمحبته ومساعدته وعطاءه. هذه الهوة بقيت في الحياة الأبدية لكنها باتت بين لعازر الغَنِيٌّ بمجد الله والغَنِيٌّ المفتقر له. الهوة بين الأغَنِيٌّاء وفقراء هذا الدهر ستبقى ما دام عالمنا بعيداً عن الله، عالم لا يسعى وراء تنقية القلب والقداسة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|