نرجع بالعقل الى جبل الجلجلة لنشاهد هناك هذه الأم المملؤة أوجاعاً لم تزل محتضنةً على ركبتيها جسد أبنها يسوع المائت. وكأنها تقول نحوه كلمات أيوب البار هاتفةً يا أبني: قد صرت لي قاسياً: (أيوب ص30ع21) أي نعم أن الأمر هو كذلك. لأن أعضاء جسدك الجميلة كلها، وحسنك، ولطافتك، ونعمتك، وفضائلك، وتصرفاتك الجليلة ذات الحب، وسائر علامات المحبة الخصوصية التي أظهرتها نحوي، والنعم والمواهب الفريدة، والأختصاصات الفائقة الشرف التي منحتنيها. فهذه كلها قد استحالت بالنسبة إليَّ سهاماً جارحةً تطعن قلبي مسببةً لي أحزاناً وأوجاعاً لا يمكن وصفها. بنوع أنها بمقدار ما ألهبت فيَّ قبلاً نيران الحب نحوك فبأكثر من ذلك الآن تصيرني أن أشعر بمرارة الحزن على كوني فقدتك.