أخبرت في الوحي للقديسة بريجيتا هذه الأم الإلهية عينها عن الحال التي شاهدت هي بها أبنها في تلك الساعة على الصليب قائلةً هكذا: فقد كان أبني الحبيب على الصليب متعوباً في الغاية مترادف التنفس بأنزعاجٍ، منازعاً مقارباً للموت، وكانت تشاهد مقلتاه غائرتين في جورتيهما، وعيناه نصف مطبوقتين، وشفتاه مرتخيتين، وفمه مفتوحاً، ووجنتاه بلونٍ أصفر. ولحمانهما ملتصقةً بأسنانه، وحنكاه يابسين، وأنفه كفي حال الموت، ووجهه مقطباً كئيباً، ورأسه كان يلاحظ منحنياً نحو صدره، وشعره أسود مصبوغاً بالدم، وبطنه لاصقاً بظهره. وذرعاه وساقاه موترةً بأشدادٍ. وسائر أعضاء جسده مملؤةً جراحاتٍ قاطرةً الدماء.*