25 - 10 - 2022, 03:37 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وَبَارَكَ الشَّعْبُ جَمِيعَ الْقَوْمِ الَّذِينَ انْتَدَبُوا لِلسُّكْنَى فِي أُورُشَلِيمَ. [2]
بالإضافة إلى الذين اختيروا بالقرعة للسكنى في أورشليم، تطوع البعض أن يتركوا مدنهم وقراهم، ويقيموا في أورشليم من واقع الشعور بالمسئولية الوطنية. لقد باركهم الشعب، أي امتدحوهم على تركهم أعمالهم الخاصة وإقامتهم في أورشليم.
إن كان كثيرون قد فضلوا السكنى في مدنهم وقراهم عن السكنى في مدينة الله أورشليم، بجوار الهيكل بيت الرب، فإن هؤلاء الذين تطوعوا للسكنى في أورشليم بفرحٍ ومسرة اختبروا ما يقوله المرتل:
"إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مز 23: 6). "واحدة سالت من الرب وإياها التمس، أن اسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله" (مز 27: 4). "مغروسين في بيت الرب في ديار إلهنا يزهرون" (مز 92: 13). "في ديار بيت الرب في وسطك يا أورشليم، هللويا" (مز 116: 19). "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز 122: 1). "من أجل بيت الرب إلهنا التمس لك خيرًا" (مز 122: 9). "هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب الواقفين في بيت الرب بالليالي" (مز 134: 1). * "مغروسين في بيت الرب، في ديار إلهنا يزهرون" (مز 92: 13). نُغرس في موضع ونزهر في موضع آخر. يقول الرسول: "أنا غرست وأبلوس سقى، لكن الله كان يُنمي" (1 كو 3: 6). أنا غرست في بيت الرب، أقصد في الكنيسة، لا في الأسوار إنما في تعاليمها. إذ يقول الرب: "ملكوت الله في داخلكم" (لو 17: 21). كل من يُغرس في بيت الرب، الذي تمتد جذوره فيها، يزهر هناك (في السماء).
"الذين يغرسون في بيت الرب في ديار إلهنا يزهرون". إنها المساكن الأبدية... وإن كنا نبدو هنا في بيتٍ إلا أننا مهاجرون إلى ملكوت السماوات. بالمقارنة بالملائكة والقوات الأخرى سوف لا نكون في بيت مطلقًا إنما في ديار. الآن نحن في بداية الكمال اللانهائية. إننا سوف لا نصير ملائكة، إنما مثل الملائكة. لا تستخف يا إنسان أنك ستصير مثل الملائكة [2].
* وجودنا في الكنيسة ما هو إلا استغاثة للعزة الإلهية، وإظهار عبوديتنا له، وشكرنا للنعمة المجانية التي أسبغها علينا حال كوننا أعداء له ومضادين وغير خاضعين لعزته، إذ أرسل ابنه الوحيد من السماء سافكًا دمه الزكي، وباذلًا جسده الكريم الطاهر فداءً عنا، ذاكرين هذه الآلام المجيدة، وصانعين هذه التذكارات الجليلة المحجوبة تحت ستار طبيعتي الخبز والخمر هما سرّ الجسد المبذول والدم الذكي المسفوك، ومشتركين في هذه النعم الفريدة، متحدين في هذه الأمجاد الإلهية.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "إن نسيتك يا أورشليم تنسىَ يميني. ليلصق لساني بحنكي إن لم أذكركِ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم سعادتي" (مز 137: 5-6).
لاحظوا هنا التغير العظيم، أولئك الذين سمعوا يومًا فيومًا أنهم سيطردون من المدينة ولم يبالوا بذلك، الآن يُسقطون اللعنات على أنفسهم إن نسوها.
ماذا يعني "تنسىَ يميني"؟ إنه يقول لتنسى قوتي وسلطاني، وأصير أبكم أمام جسامة الشرور.
إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم سعادتي". ماذا يعني: "إن لم أفضل أورشليم"؟ إنه يقول: أذكركِ ليس كبقية الأمور، وإنما في التسابيح والأغاني .
|