فحبٌ هكذا عظيمٌ من والدة الإله نحونا يستحق منا معرفة الجميل نحوها، وقلما يكون ينبغي لنا أن نكافئ جميلها بتأملنا في أوجاعها وآلامها. وبتوجعنا من أجلها، لأن هذه السيدة قد تشكت للقديسة بريجيتا من أن قليلين جداً هم أولئك الذين يفتكرون بأوجاعها، والأكثرين يعيشون متناسين هذا الموضوع. ولذلك أوصت هي هذه القديسة بأن تتذكر أحزانها. فلكي يفهم كم هو أمرٌ مقبولٌ لدى هذه الأم الإلهية التفكر مراتٍ كثيرةً في آلامها وأوجاعها. يكفي أن يعرف هذا الحادث فقط، وهو أنها أي والدة الإله قد ظهرت سنة 1239 للسبعة الأشخاص المتعبدين لها، الذين هم مؤسسوا الجمعية الملقبة: برهبنة عبيد مريم: وكان ظهورها لهم بثوبٍ أسود، وأوضحت لهم أنه أن كانوا يريدون أن يكتسبوا رضاها ومسرتها، فيلزمهم أن يتأملوا متواتراً في أحزانها وأوجاعها. وأعلنت لهم أرادتها في أنهم تذكرةً لآلامها يتردون من ذلك الوقت فصاعداً بالثوب الأسود الذي شاهدوها متشحةً به (كما هو مدون في الرأس 14من الكتاب1 من تاريخ الرهبنة المذكورة)