العلامة أيرازموس كتب في تكلمه بوجه العموم عن الوالدين بقوله عنهم: أنهم يشعرون في ذواتهم بالأوجاع التي تتعذب بها أولادهم. أشد آلاماً مما يشعرون بأوجاعهم الذاتية: الا أن هذا ليس بحقيقي دائماً ولا في كل الوالدين. أما في مريم البتول فقد تحقق ذلك بكل تأكيدٍ. لأجل أن هذه الأم المجيدة كانت تحب أبنها الإلهي حباً أعظم بما لا يحد، ولا يمكن وصفه من حبها ذاتها، بل من حبها ألف حياةٍ لو كانت لها.