رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مراحم الله وعدله سمائيون: "يا رب في السماء رحمتك وبرك إلي السحاب (الغمام)" [5]. أ. يقوم ميثاق الله مع كنيسته علي أساس مراحمه الجزيلة غير المنفصلة عن عدله أو بره. مراحمه سماوية وبره يبلغ إلي السماء... ربما يقصد بالسماء هنا أن سماته مطلقة غير محدودة، مراحمه عالية جدًا ومرتفعة، فائقة وعظيمة للغاية. مهما تكن متاعبنا شديدة وعميقة وبالغة، تبقى مراحم الله أعلي وأعظم. إنها تهب رجاءً لكل إنسان أينما وجد ومهما بلغت خطاياه أو اشتدت به الضيقات الداخلية والخارجية. ب. تشير السماء إلي المؤمنين الحقيقيين الذين ينعمون بالرحمة الإلهية والبر السماوي، فتتحول أرضهم إلي سماء، حيث يُعلن ملكوت الله داخلهم. يقول القديس أغسطينوس أن القديسين ينعمون بالرحمة السماوية لا الأرضية، الأبدية لا الزمنية: [لنتطلع إذًا إلي الرحمة، لكن إلي تلك الرحمة التي في السماء]. * توجد رحمة أرضية وأخرى سماوية؛ واحدة بشرية والأخرى إلهية. فما هي الرحمة البشرية؟ تلك التي تهتم بشقاء المساكين؟ وما هي الإلهية؟ بلا شك تلك التي تهب غفران الخطايا. ما تقدمه الرحمة البشرية من هبات في الطريق تسترده بالرحمة الإلهية في المدينة السماوية . الأب قيصريوس أسقف آرل ج. رحمة الله في السماء لا يقدر أحد أن يبلغها بنفسه، إنما يحتاج إلي نزول السماوي نفسه إليه ليرفعه إليها، وإلي روح الله القدوس ليكشف له عنها. لهذا تجسد كلمة الله ورافقنا طريقنا، وأرسل لنا روحه القدوس. * لأن تفسير الأسرار النبوية ما كان يُعلن عنها قبل مجيء الرب. القديس أكليمندس الإسكندري بنزول السماوي بادرْنا بالحب ونحن بعد أعداء، وبإرساله روحه القدوس كشف لنا عن الحق السماوي المخفي تحت ظل الناموس ورموزه وفي نبّوات الأنبياء. د. يفسر القديس أغسطينوس "السحاب" هنا بالكارزين بالإنجيل الذين يصنع الله بهم عجائب. وكأن قوله: "بِرَّك إلي السحاب" يعني أن الله الذي برحمته يهب بره لقديسيه، خاصة الكارزين بالإنجيل، يرتفعون إلي السحاب كي يمطروا بمياه النعمة الإلهية علي القِفار فتتحول إلي فردوس الله المفرح. إن كانت الخطية ثقيلة كالرصاص فبِّر المسيح يجعلنا كالسحاب نرتفع بلا عائق في الجو، لا في تشامخ الروح، وإنما بعمل روحه الوديع، فيتسع قلبنا بالحب عوض الإدانة، ونقدم إنجيل المسيح المفرح الذي يُجدّد القلوب ويقدسها بروح الله كهيكل مقدس له! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | يستدر المرتل مراحم الله |
مزمور 105| دعوة للتسبيح وتذكُّر مراحم الله |
مزمور 85 | تذكر مراحم الله |
مزمور 85 | مراحم الله وخلاصه العجيب |
مزمور 61 - شكر على مراحم الله |