رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَغَضِبْتُ جِدًّا حِينَ سَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ وَهَذَا الْكَلاَمَ. [6] لم يكن ممكنًا لنحميا أن يصمت أمام هذا الحال، إنما غضب جدًا، وبعد تفكيرٍ عميقٍ، قام بتبكيت العظماء والقيادات (راجع يع 5: 1-6). في شجاعة لم يحابِ العظماء، بل وبَّخهم على عدم اهتمامهم بإخوتهم الفقراء (تث 15: 7-11). إنجيلنا يدعونا لمساعدة كل البشرية، لا سيما أهل الإيمان. فَشَاوَرْتُ قَلْبِي فِيَّ، وَبَكَّتُّ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّكُمْ تَأْخُذُونَ الرِّبَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَخِيهِ. وَأَقَمْتُ عَلَيْهِمْ جَمَاعَةً عَظِيمَةً. [7] يدعونا الكتاب المقدس إلى عدم استخدام الربا بالنسبة للمحتاجين (خر 22: 24-26؛ لا 25: 35-38؛ تث 23: 20). إعطاء قروض ليس بالأمر الخاطئ، ولا أيضًا أخذ فائدة، مادام القرض لمشروع يجلب ربحًا، إنما يدين الكتاب المقدس الطمع واستغلال احتياج الناس. يقول المرتل: أمل قلبي إلى شهاداتك لا إلى المكسب" (مز 36:119). "الكلاب شرهة لا تعرف الشبع... التفتوا جميعًا إلى طرقهم، كل واحدٍ إلى الربح عن أقصى" (إش 11:56). كثيرًا ما هاجم كل من لاكتانتيوس [1] Lactantuis والقديسون كبريانوس [2] وباسيليوس الكبير، وأمبروسيوس وأغسطينوس وغريغوريوس النزينزي وغريغوريوس النيسي ويوحنا الذهبي الفم وأثناسيوس الرسولي [3] الربا. يشير القديس كيرلس الأورشليميإلى قائمة فخاخ إبليس منها: التهور والطمع والربا. ويركز القديس هيلاري أسقف بواتييه (315-367) على الربا كأذية موجهة ضد المسيح نفسه في شخص الفقير. يقول أيضًا إن تقديم القرض الذي كان يجب أن يكون متسمًا بالفضيلة يتحول إلى لعنةٍ حين تُطلب فائدة عليه. عوض مساندة الفقير يقوم المرَّابي بمضاعفة احتياجه. أكثر الآباء الشرقيين مقاومة للربا هما القديسان باسيليوس الكبير (330-379) وغريغوريوس النيسي (335-394)، إذ يتطلعان إلى الربا كمقاومة للفقراء وتعدي على وصية كتابية. يحسب القديس أمبروسيوس الربا من بين الخطايا التي تقود إلى الموت فيقول: [إن أخذ أحد ربا، يرتكب لصوصية، ولا يستحق أن يعيش] إن احتج أحد بأن الربا يُمارس منذ سنوات، يرد عليهم القديس أمبروسيوس: "هذا أيضًا خطية" . * [الإنسان الذي يطلب الله، ويبحث عن الحق] لا يسرق ولا يطمع فيما للغير، ولا يعطي ماله بالربا (لأنه يأخذ فائدة من آخرين في محنة)، ولا يذل إنسانًا يطلب قرضًا عن ضرورة ملحة . لاكتانتيوس * لماذا في جفاءٍ تتظاهر بالصلاح وأنت تجرح الآخرين؛ ما تقدم منه هبة يبكي عليه آخرون يوميًا. ألا تعتقد أن الرب يرى هذه الأمور من السماء؟ يقول الكتاب المقدس: "لا يُسر العلي بتقدمات الأشرار"... هل يقدم الإنسان عطايا يجعل بها الغير فقراء؟ أو إن كنت تُقرض بفائدة تبلغ 24 في المائة، وتريد أن تقدم صدقة حتى تكفر عن شرٍ بتلك التي هي أيضًا في ذاتها شر. حتمًا يرفض القدير مثل هذه الأعمال. هبتك منتزعة من وسط الدموع... أيها الشرير، أنت تخدع نفسك، وليس آخر . كوماديانس إن كنت مسيحيًا، أية مكافأة تتوقعها من الله، إن كنت لا تسعى لكي تعين أناسًا وإنما لتؤذيهم؟ إن كنت مسيحيًا لماذا تخطط لكي يكون لمالك العاطل ربحًا يعود عليك يجعل أخاك في عوزٍ، هذا الذي مات المسيح عنه، ويكون مصدرًا لغناك...؟ تذكر أن الشخص الذي تطلب منه الربا هو فقير محتاج، من أجله صار المسيح فقيرًا محتاجًا. لذلك عندما تفعل صلاحًا أو شرًا لفقيرٍ لتعرف أنك تفعله للمسيح . القديس هيلاري أسقف بواتييه لو أنه قادر أن يجعلك أكثر غنى لماذا يقف على بابك؟ يأتي يطلب عونًا فيجد عداوة. إذ يبحث عن ترياقٍ يأتي إلى سمومٍ. من واجبك أن تلطّف من الفقر المدقع لإنسانٍ، لكنك تطلب أن تشرب من برية قاحلة، فتزيد من عوزه. وذلك مثل طبيب يزور المرضى، لا ليرد لهم الصحة، وإنما يفسد ما تبقى لهم من قليل من العافية الجسدية. هكذا أنت تستغل كوارث البائسين كفرصة لنوال عائدٍ . القديس باسيليوس الكبير * لو لم يوجد جمع عظيم من المرابين، لما وجدت جمهرة كبيرة من الفقراء . * بماذا تجيب حين تُتهم بواسطة الديان الذي لا يرتشي، عندما يقول لك: معك الناموس، والأنبياء، ووصايا الإنجيل. لقد سمعت هذه جميعها معًا تصرخ بصوتٍ واحدٍ من أجل المحبة والإنسانية "لا تقرض بربا" (تث 23: 20)، "لا يُقرض بربا" (راجع مز 15: 5)، "إن أقرضت أخاك لا تضغط عليه" (راجع خر 22: 25) . القديس غريغوريوس النيسي القديس غريغوريوس النزينزي * حتى الإنسان الفقير يقدم لكم فائدة... هل أنتم أناس رحومون حيث تستعبدون من قمتم بتحريرهم من آخرين. يدفع الربا من هو في عوزٍ إلى طعامٍ؛ أي شيء أكثر رعبًا من هذا؟ يطلب خبزًا، فتقدم له سيفًا. يتوسل إليك من أجل التحرر، فتلزمه بالعبودية لك. يسألك الحرية، فتضع له عقدة لفخٍ رهيبٍ. * لقد جاء أول الشهر، وأصل الدين أنجب نسبة مئوية (الربا). كل شهر يأتي يوَّلد ربا، والنسل الشرير يُولد من آباءٍ أشرارٍ. هذا هو جيل الأفاعي. النسبة المئوية تتزايد، يُطلب دفعها، لكنها لا تُسد، فتضاف إلى أصل الدين... وبالتالي تتزايد الفائدة حيث يُضاف الربا على الأصل، فلا تعود تصير فائدة، بل تصير أصلًا، لا تعود نسبة مئوية على فائدة، بل فائدة على النسبة المئوية. * ها أنت فقير، أذكر صعوبة تسديد الدين... فإن الفقر لا يُعالج بدفع الربا. فالشر لا يُصلح بشرٍ، ولا الجرح بجرحٍ، بل يصير إلى حالٍ أردأ بالقروح . القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|