رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كشفه عن خطيته: لم يكن ممكنًا لبريّة قلبه أن تتقبل نعمة الله الغنية، لتفيض عليه ينابيع مياه حب الله وتحوّلها إلى جنة ما لم يكشف عن خطيته ويعترف بها. أظهرتُ خطيتي، ولم أكتم إثمي" [5]. كان لابد أن تمتد يدّ الجراح بالمشرط لتفتح القروح فيظهر ما في داخلها، ويخرج كل فساد فيها. إن كان الكبرياء يعوقنا عن الاعتراف بخطايانا فالاتضاع هو طريق الاعتراف الحق، خلاله ننال غفران الخطايا. وكما أن الاتضاع يحثنا على الاعتراف، فالاعتراف بدوره يصلب الإرادة الذاتية، ويعلّم النفس الاتضاع، وينزع عنها كبرياءها الخفي. وإذ تتعلم النفس الاتضاع الحقيقي تكون قد التقت بالمحبة، والمحبة تستر كثرة من الخطايا. وبقدر ما تهرب من الاعتراف تقترب من الكبرياء وتبتعد عن المحبة فتفقد سلامها. * "المحبة تسترة كثرة من الخطايا" (1 بط 4: 8). المحبة وحدها هي التي تمحو الخطايا، ولكن إن كان الكبرياء يزيل المحبة، فالاتضاع يقويها، وهي تمحو الخطايا. يسير الاتضاع جنبًا إلى جنب مع الاعتراف، وهو الذي يدفعنا إلى الاعتراف بأننا خطاة، ليس مجرد اعتراف باللسان هروبًا من الكبرياء أو خوفًا من غضب الناس عندما يروننا ندّعي البرّ... أُتريد أن يغفر لك الله؟ اعترف، فتستطيع القول: "استر وجهك عن خطاياي" (مز 50). قل له أيضًا: "لأني عارف بمعاصيَّ"؛ "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل أن يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من إثم. إن قلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذبًا وكلمته ليست فينا" (1 يو 1: 9-10). القديس أغسطينوس * إن كنا نفعل ذلك ونكشف خطايانا، لا لله وحده فقط، بل وللقادرين على علاج جراحاتنا وآثامنا، فسَتُمحى خطايانا بواسطة ذاك الذي يقول: "قد محوتُ كغيم ذنوبِك، وكسحابة خطاياكِ" (إش 44: 22). العلامة أوريجانوس * دِنْ نفسك على خطاياك. هذا يكفي بالنسبة لسيدك كدفاع عن نفسك. لأن من يُدين خطاياه، بصعوبة يسقط فيها ثانية. ايقظ ضميرك، مُتهمك الداخلي، فلا يوجد من يتهمك في يوم الرب للدينونة . القديس يوحنا الذهبي الفم * الناموس معين لي. فقد بدأت اعترف بما كنت انكره قبلًا (أنني خاطي)، بدأت أعرف خطيتي ولا أتستر على ظلمي. بدأت أعلن ظلمي للرب ضد نفسي، وأنت غفرت آثامي قلبي . القديس أمبروسيوس يقول داود إنه لم يكتم خطيته [5]، إذ يعرف أن من يكتم خطيته لا يخدع الله بل يخدع نفسه، فيُحطمها. إنه لم يرد أن يسلك بحماقة مثل هؤلاء الأطفال الذين يتوهمون أنه لا يراهم أحد إذا ما وضعوا أيديهم على أعينهم وغطوها، لا يرون هم أحدًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أكمل المسيح الشَّريعَةَ من خلال كشفه عن روح المَحبَة |
الفكر الخاطئ يضعف بمجرد كشفه |
الشيء الذي يستحي الإنسان من كشفه |
هذا ما كشفه بادري بيو عن العذراء ومار فرنسيس |
الفكر الخاطئ يضعف بمجرد كشفه |