"اُمضُوا إلى الكَهَنَة فَأَرُوهُم أَنفُسَكم" فتشير إلى عدم قيام السيد المسيح بأية حركة أو كلمة للشفاء بل أمر البُرُص أن يذهبوا إلى الكَهَنَة حتى يُروا أنفسهم لهم مؤكدا أنه ما جاء "ليُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِاء ليبْطِل، بَل ليُكْمِل"(متى 5: 17)، لانَّ الشريعة تُوصي الأبرص الذهاب إلى الكاهن قبل أن يختلط بالجماعة ليُعلن الكاهن شفاءه رسميا، ولكي يقدّم عن شفائه الذبائح التي أمر بها موسى "هذه تَكونُ شَريعةَ الأَبرَصِ في يَومِ الطهارة: يُؤتى بِه إلى الكاهِن" (الأحبار 14: 2). والكاهن يعطي شهادة تُثبت براءة الأبرص من مرضه ليستطيع أن يعود من جديدٍ إلى ممارسة حياته الطّبيعيّة في مجتمعه. وأمرُ يسوع هي شهادة أيضا تتناول في آن واحد قدرة يسوع وطاعته للشريعة (متى 3: 17)، وهو يعطي للكهنة دليلاً مادياً على قدرته على الإبراء والتطهير، الأمر الذي تعجز عنه الشريعة، لعلَّهم يؤمنوا به. وحيث أن البُرْص شفاءه من عند الله فقط بحسب تعليم الكَهَنَة، وحيث أنَّ المسيح هو الذي شفاهم يعتبر هذا إعلاناً عن لاهوته. هؤلاء البُرْص آمنوا بقوة يسوع ولم يعترضوا على الذهاب للكهنة قبل أن يشفوا.