وصل الفوج الثاني من الراجعين من السبي تحت قيادة عزرا، وبعد حوالي أربعة أشهر تقدم رؤساء الشعب إلى عزرا يخبرونه أن بعض الرجال تزوجوا بوثنيات [1-2]. تحول فرح عزرا إلى حزن ومرارة نفس، إذ لم يحتمل عزرا هذا الخبر، فإنه يحمل خيانة عظمى ضد الله القدوس، بسببها سمح الله بالسبي في بابل 70 عامًا. الزواج المختلط بالوثنيات هو علة انحراف الكثيرين عن الإيمان.
لم يأخذ عزرا موقف القاضي ليحكم، وكان في سلطانه ذلك، لكنه مزق ثيابه، ونتف شعر رأسه ولحيته، وجلس متحيرًا طول اليوم [3-5]. التف حوله كثيرون من رجال ونساء وأطفال، لم يجسر أحد أن ينطق بكلمة. وإذ جاء وقت تقدمة المساء قدم صلاة اعتراف قوية كان لها أثرها القوي على الشعب.
جمع عزرا الشعب لتقديم تقدمه المساء، وقد سكب عزرا قلبه أمام الله معترفًا عن خطايا الشعب الماضية، حاسبًا ما فعله الشعب كما لو كان فعله هو. اعترف باسم الشعب أنه سبق فأخطأ الكل، وكلحيظة أدبهم الرب بالسبي، وها هو قد حررهم ووهبهم نعمة عند الملك واستنارة، لكنهم عادوا فأخطأوا. إنهم يستحقون الفناء، ويخجلون من الوقوف أمامه!