رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرح فى حياة آبائنا الرسل
نيافة الأنبا موسى أتسمت حياة آبائنا الرسل بالفرح المسيح، الحزن، بالذى لم يفارقهم حتى، في، الله، في، الآلام، في، الله، في، الله، في، الله، في، الله، في، الله، في، الله، في، الله، (4: 41). يفرح الإنسان العادى دونمور وزئية ، ولا يفرض؟ 2- فرحة العشرةإنه الفرح بحدث سعيد .. كولادة طفل ، أو شفاء مريض ، أو النجاح في امتحان ، أو اجتياز مقابلة شخصية ، أو لقاء مع محبوب ، أو مشاهدة فيلم كوميدى ، أو سماع “نكتة” مضحكة .. الخ. هذا فرح يزول بزوال المؤثر ، ولا القفز معنا بعد ذلك. وهو فرح جزئى يؤثر في الفكر والنفس والجسد ، وقد لا يرقى للتأثير فى الروح .. إنه فرح زائل .. ومفسد للإنسان !! بل حتى الوصول إلى درجة صنع المعجزات باسم المسيح، ينبغى أن لا يفرحنا!! فهذا ما حدث مع التلاميذ حين أرسلهم الرب “وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَانًا عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ. وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى” (لو 1:9-2). “فَلَمَّا خَرَجُوا كَانُوا يَجْتَازُونَ فِى كُلِّ قَرْيَةٍ يُبَشِّرُونَ وَيَشْفُونَ فِى كُلِّ مَوْضِعٍ” (لو 6:9).. ولما رجعوا “أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا” (لو 10:9). وقالوا له: “حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ” (لو 17:10). فأجابهم الرب قائلاً: “وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِىِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِى السَّمَاوَاتِ” (لو 20:10). 2- الفرح الحقيقى هو الفرح: – الثابت والدائم إلى الأبد. – وهو الفرح بالرب المصدر الحقيقى. – وهو بانتشار كلمة الله الأبدى ووصولها إلى الكثيرين فى كل العالم. وهو فرح حقيقى وعميق، يشمل الكيان الإنسانى كله: الروح تشبع، والعقل يستنير، والنفس تسعد، والجسد يصح، والعلاقات تنجح!! وهذا الفرح الحقيقى هو ما يعطينا رب المجد يسوع، إذ يصير “هُوَ سَلاَمُنَا” (أف 14:2)، ومصدر أفراحنا “أِفْرَحُوا فِى الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا” (فى 4:4).. من هنا كان فرحنا خالدًا بخلود المسيح، وثابتًا بثباته!! – الفرح هو بشخص السيد المسيح.. الذى من أجلنا تجسد وفدانا.. قام وأحيانا.. صعد إلى السموات كسابق لأجلنا.. أدخل جسدنا الإنسانى إلى الأقداس، لأن ناسوت المسيح المتحد بلاهوته، هو بلا خطية!! – الموت يمسكنا.. لأننا خطاة, وأمامنا دينونة.. – أما السيد المسيح فلم يستطع الموت أن يمسكه، لأنه بلا خطية!! ولذلك صار “ضَامِنًا لِعَهْدٍ أَفْضَلَ” (عب 22:7).. بعكس رؤساء والكهنة من البشر، الذين كان “لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ” (عب 23:7).. أما السيد المسيح فهو “الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق”، ولأنه “يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ” (عب 24:7).. و”مِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ (أى خلاص حقيقى وشامل ودائم) الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَىٌّ فِى كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ” (عب 25:7).. فهو “رَئِيسُ كَهَنَةٍ.. قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ” (عب 26:7).. فإن رؤساء الكهنة قديمًا، يقدمون خطاة!!، فالرب يسوع “مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ… ابْنًا مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ” (عب 27:7-28). فرحنا المسيحى إذن : – ثابت.. بثبات المسيح. – كامل.. بكمال المسيح. – خالد.. بخلود المسيح. فطوبى لمن أقتنى الرب فى داخله، واقتنى معه الفرح الحقيقى! معروف من بداية المسيحية، أنها عندما أخرجت الناس من الوثنية، إلى عبادة الله الحىّ، كان المصريون فى حالة فرح حقيقى، وارتسمت الابتسامة على وجوههم، حتى أن الوثنى الذى كان يرى صديقه بشوشًا ومبتسمًا يقول له: “ما الذى حدث؟ هل التقيت بمسيحى صباح اليوم؟!”… حيث كان الإنسان المسيحى دائمًا باشوشًا وفرحًا، حتى قيل وقتئذ: “الفرح علامة المسيحيين”. فمن أين أتت هذه الفرحة، فى حياة الإنسان المسيحى الحقيقى؟ من 4 مصادر: 1- فرحة التوبة. 2- فرحة العشرة. 3- فرحة الخدمة. 4 – فرحة الاحتمال. 1- فرحة التوبة وهل نجد من الخطيئة غير الألم والتعاسة؟! معروف علميًا ونفسيًا أنه بعد اقتراف الخطايا يشعر الإنسان بما يسمىّ: بالإحساس بالذنب “Sense Of Guilt”، وهو مصطلح علمى معتمد، لأن الملاحظ دائمًا أن من يرتكب خطأ أو خطيئة، يفقد سلامه، ويحسّ بوخزات الضمير، وأنين الروح القدس داخله، الذى يهدف إلى قيادته إلى التوبة! والتوبة هنا – فى المفهوم الأرثوذكسى – هى: 1- الإحساس بالندم : أندم أنى أخطأت.. 2- الإحساس بضرورة التوبة : أقوم.. 3- وأهمية الإعتراف : وأذهب إلى بيت أبى.. 4- الإقرار بالخطأ وطلب الإرشاد الروحى : وهذا ما يقوم به “أب الإعتراف”، الذى منه نأخذ “حِلاً – وحَلاً” بحسب تعليم قداسة البابا شنوده الثالث لنا: – الحِلّ: من الخطايا بالغفران. – الحَلّ: من الأب الكاهن بإرشاد الروح القدس، لأدرك من أين سقطت وأتوب.. ومن المؤكد أن أبى سيرشدنى إلى تداريب روحية، ومنهج يومى للشركة مع الله وحياة العشرة المقدسة .. وهذا بمثابة الدواء للشفاء من الداء.. داء الخطيئة! لأن الابن الضال عاد إلى أبيه، وأدرك الأب أن أبنه كان جائعًا محرومًا حتى من خرنوب الخنازير، لهذا أمر الخدام قائلاً: “قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِى هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ” (لو 23:15).. 3- فرحة الخدمةوالعشرة مع الله تأتى من خلال وسائط كثيرة نذكر منها: 1- صلوات المزامير : عصارة قلب داود النبى وآخرين، قدموها للرب فى صلوات حارة ومتنوعة.. ونصليها الآن فى “سواعى الأجبية”.. نأخذ منها بحسب إرشاد الأب الروحى، فنفرح بكلمات الروح القدس المعزية. 2- الصلوات السهمية : التى نردد فيها عبارة قصيرة ننادى فيها الرب يسوع قائلين: “ياربى يسوع المسيح أرحمنى، ياربى يسوع المسيح أعنى، أنا أسبحك ياربى يسوع المسيح”. وهى الصلاة التى علمها القديس أنطونيوس لأولاده، وكان الآباء الرهبان يتلونها بخشوع وتركيز مئات المرات يوميًا. وهناك – غير ذلك – صلاة “ياربى ألتفت إلى معونتى، أسرع إلىّ وأعنى”.. وهى صلاة مؤثرة، فيها نداء للسماء لتتفاعل مع الأرض. 3- الصلوات الخاصة : التى يعبر فيها الإنسان حالته لحظة بلحظة، فينادى طلبًا الرحمة عندما تهاجمه الخطيئة، والمعونة عندما يحتاج إليها فى مشكلة أو امتحان أو مقابلة شخصية فى العمل… الخ. إنها صلوات حَّرة، بدون تكلف، تعبر عن حالة النفس وحاجتها. 4- الصلوات المكتوبة : وما أجمل هذه الصلوات التى أنشأها آباؤنا القديسون، ونجد نماذج منها فى كتاب “الأجبية”… مثل: “صلوات التوبة”، “صلاة قبل الاعتراف”، “صلاة بعد الاعتراف”، “صلاة قبل وبعد التناول”، “طلب مشورة الله قبل الشروع فى عمل”، “طلبة من الأبصلمودية السنوية”، “صلاة للقديس افرآم السريانى”.. الخ. وهذه فرحة عجيبة لأن وعد الرب صادق وأمين: 4- فرحة الاحتمال– “النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ وَالْمُرْوِى هُوَ أَيْضًا يُرْوَى” (أم 25:11). – “مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (أع 35:20). – “أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِى أَحْضَانِكُمْ” (لو 38:6). وهذه معادلة إلهية عجيبة، أننا عندما نعطى يزداد ما لدينا ولا ينقص!! والزيادة هى من بركة الرب التى “هِى تُغْنِى وَلاَ يَزِيدُ الرَّبُّ مَعَهَا تَعَبًا” (أم 22:10).. – أى أن البركات تزداد، دون تعب، مع أن القاعدة تقول: “No Gain Without Pain”.. “لا مكسب بدون ألم”.. لكن الأمور هنا مادية “مروحنة”، أى أن روح الله يعمل فينا، ونعمة الله تعمل فى أمورنا المادية، فتصير ناحية ومثمرة، بل فائضة!! من هنا يصير الخادم رابحًا باستمرار، لأن “مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا” (يع 20:5).. ما أجمل أن نتعود العطاء، ونعَّود أولادنا على ذلك!! وهذه معادلة إلهية عجيبة، فالمؤمن لا يفرح فقط بالاحتمال، بل بالآلام، كما قيل عن الآباء الرسل: “وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ” (أع 41:5).. لاحظ : – خرجوا فرحين، ليس فقط محتملين فى صبر وشكر، بل فرحين!! – أن يهانوا: آلامهم نفسية أيضًا وليس جسدية، وألم النفس كثيرًا ما يفوق ألم الجسد.. لكنهم فرحوا بذلك. لقد تأملوا المسيح المصلوب، وهو يتألم من أجلنا: – آلام جسدية : مسامير وإكليل شوك وطعن بالحربة، بعد جلدات مؤلمة! – آلامًا نفسية : حينما بصقوا عليه وأهانوه واستهزأوا به! – آلامًا روحية : حينما حمل القدوس البار “خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ” (1بط 24:2).. احتمل كل ذلك ، انتهال على جسد الرب – ناسوته المتحد بلاهوته .. وت يتدخل اللاهوت في ترد هذه الآلام ، لأن الرب شاء وما وارتضاه في إرادته ، ليتألم عنا ، يفقد الآية: “لأَنَّهُ فِى مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ “(عب 18: 2) .. ومعروف أن آلام المسيح هى كل آلامنا ، فيما خلا الخطية ، ولكن القدوز البار! بل أن هذا جعل الآلام أشد ، فكيف للقدوس البار أن الدع البشر هكذا ؟! +++ ما أجمل الفرح المسيح: يكون يرفعنا فوق آلام الجسد وآلام النفس وآلام الروح بالتوبة والعشرة المناسبة والاحتمال .. فطوبى لمن يحتمل الآلام بشكر !! المقال بقلم نيافة الأنبا موسى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أتسمت حياة آبائنا الرسل بالفرح المسيح |
حياة القيامة حياة الفرح |
عيد آبائنا الرسل |
...ليعطنا الرب باستمرار حياة الفرح الدائم والحقيقى-حياة الفرح |
فى صوم آبائنا الرسل |