من الأفضل لأي شخص مبتدئ في الحياة الروحية أن يبدأ من حالة ضعيفة إلى أن يصير قويا في النهاية، فيبتدئ في ممارسة التعاليم والقوانين في تدرج من القليل إلى الكثير.
فهذا أفضل له من أن يعد الإنسان قلبه لأن يصل إلى حالة الكمال وهو في أول الطريق،ثم ما يلبث أن يترك الطريق ويحيد عنه أو يجتازه وهو متضرر لأجل كلام الناس عنه.
فمثل هذا السلوك لا ينفعه ويكون تعبه باطلا، فالذين يسيرون للسفر في رحلة طويلة عليهم أن لا يجروا في الطريق من أول يوم بغية الوصول إلى هدفهم لأن سرعان ما يتعبون ويحل عليهم الإعياء الشديد ويضطروا إلى أن يستريحوا عدة أيام ليستردوا صحتهم. فما هو إذاً الذي عاد عليهم بالنفع من تبديدهم لطاقتهم من اليوم الأول، أما كان من الأفضل لهم أن يسيروا بخطوات هادئة إلى أن يتعودوا على المشي بخطوات ثابتة متزنة لينهوا سفرهم دون أن يحل عليهم التعب طول المسافة.