التواضع يعارض اهتمامات العالم اليهودي في درجات السلطة. ويمكن للإنسان أن يمارس التواضع حتى في الجلوس في المَقاعِدَ الأولى إذا كان مُستحقا لذلك، لكنه لا يطلب ذلك لنفسه بل يترك للآخرين ما يليق به، إذ يسمع الآخر يقول له" قُمْ إلى فَوق" (لوقا 14: 10). هو تواضع ابن الله، تواضع المحبة.
"حيث التواضع فهناك المحبة" يقول أوغسطينوس. ولا بد من إّتباع طرق هذا التواضع "الجديد" لكي نمارس وصية المحبة الجديدة كما جاء في تعليم بولس الرسول ""أُناشِدُكم إِذًا، أَنا السَّجينَ في الرَّبّ، أَن تَسيروا سيرةً تَليقُ بِالدَّعوَةِ الَّتي دُعيتُم إِلَيها، سيرةً مِلؤُها التَّواضُعُ والوَداعَةُ والصَّبْر، مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة (أفسس 4: 2).
فليكن المقعد الأول الذي نسعى إليه هو مكان الذي نخدم فيه ولا مكان نبحث فيه عن المظاهر والكبرياء.