"" كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر - 2 تى 3 : 16 ""
**** صديق من السماء ****
قرع الراهب الشاب باب قلاية الراهب الشيخ المفتوح فى هدوء , قائلا " اغابى " محبة " , فلم يجب الشيخ .. كرر مرة ثانية فثالثة , دون اجابة ..
اضطر الراهب ان يدخل اذ يعلم ان الشيخ مريض جدا .. دهش الراهب اذ رأى الشيخ جالسا وبجواره رجل وقور جدا ...
قال الراهب الشيخ للشاب " كيف دخلت دون ان يسمح لك بذلك ؟؟؟ " , فتدخل الضيف قائلا " دعه , فأن الله يريده ان ينال بركة " ..
استأذن الضيف وسلم على الراهبين , عندئذ سأل الشاب الشيخ " من هو هذا الضيف الغريب ؟؟؟ اجابه الشيخ " ان اداب الرهبنة تقتضى الا تسأل فى امر لا يخصك " .. اصر الشاب على التعرف على الضيف الفريد الذى عندما سلم عليه شعر بقوة تملآه ...
واخيرا قال له الشيخ " سأخبرك بشرط الا تخبر احدا عنه حتى يوم رحيلى " ... لقد عانيت من الام شديدة واحسست انى غير قادر على القيام لفتح باب القلاية , لذلك تركت الباب مفتوحا حتى تستطيع الدخول ...
اذ اشتدت بى الالام جدا أمسكت بالكتاب المقدس مصدر تعزيتى ... وقد عرفته ليس كتابا للقراءة بل لقاء مع الله الكلمة وملائكته وقديسيه من العهدين القديم والجديد ...
تعودت ان امزج القراءة بالصلاة , وادخل مع الهى فى حوار ممتع .. فهو مصدر فرحى وسلامى وتعزيتى ...
امسكت بالكتاب المقدس , واذ اشتدت بى الالام جدا احسست بالحاجة الى صديق يعزينى . انى محتاج ان اتحدث مع ارميا النبى الباكى .. فتحت مراثى ارميا , ثم رفعت عينى الى الله صارخا " ارسل لى ارميا النبى الباكى يعزينى " واذ بدأت فى سفر مراثى ارميا ... ظهر لى ارميا النبى , ودخلنا معا فى حوار معز ... وها أنت قد دخلت القلاية لتجده يتحدث معى , وكأن لك نصيب اللقاء معه ...
عزيزى الحبيب
بلا شك انك محتاج مثلى الى اصدقاء يلازمونك ويسندوك .. ليس صديق اعظم من الله الكلمة , تلتقى معه حين تقرأ الكتاب المقدس , او الاعلان الالهى المكتوب ...
خلاله تدخل فى حوار مع صديقك الالهى بكونه الكلمة واهب الحياة , معطى اللذة , ومشبع النفس , فتقول مع المرتل :
" بكلامك اتلذذ " ..
" بكلامك احيا " ..
" وجدت كلامك حلو فأكلته " مز 119 ..
خلال الاعلان السماوى المكتوب يرفع الروح القدس قلبك وفكرك وكل اعماقك الى السماء , فتسمع الصوت السماوى " انت سماء والى سماء تعود " ... لا تعود تسمع الصوت " انت تراب " ارض " والى تراب تعود " ...
لا تجعل قراءة الكتاب المقدس لك روتينيا تلتزم بتنفيذه , ولا لتهدئة ضميرك , وانما خلاله تلتقى بالسمائين مع القديسين ..
تجد الكل معك يحبونك ويسندونك ...
من كتاب ابونا تادرس يعقوب ملطى
