وتعتبر هذه هي الوصية الوداعية، إنه يرسل ملاكه أمامهم ليحفظهم في الطريق ويدخل بهم إلى الموضع الذي أعده لهم [20]. هنا يتحدث عن حضور الله الذي يتنازل ليكون في وسطهم فيصير كملاك مرسل لحمايتهم وقيادتهم والدخول بهم إلى الوعود الإلهية. كلمة ملاك تعني "رسول"، أي يحمل رسالة، حينما ينزل الله إلينا إنما يحمل إلينا رسالة هي من قبله؛ وقد دعى "وجه يهوه" في (خر 33: 15-16).
في هذا إشارة إلى تجسد كلمة الله ونزوله إلينا ليقودنا إلى أورشليم العليا. وكما ختمت الشريعة ووصاياها بهذا الوعد، هكذا ختم السيد حياته على الأرض بذات الوعد أنه يكون معنا إلى انقضاء الدهر. وقد دلل القديس غريغوريوس أسقف نيصصعلى أنه يقصد بملاكه، الرب نفسه، إذ يقول موسى بعد قليل "فليسر السيد في وسطنا" (3: 9) (راجع 33: 16) وكانت إجابة الرب "هذا الأمر الذي تكلمت عنه أفعله" (33: 17).