تأملات ما بعد الإستشهاد

[walaa farouk]

كثير من الأحداث التي مرت بنا، واستحوذت علي الكثير من اهتماماتنا
وانشغالاتنا وأحاديثنا.. إلا أننا بعد أيام ننسى ونعود إلي طبيعتنا وكأن شيئاً لم يحدث..
لذلك تأملت اليوم في هذا الأمر وأردت أن أشركك معي.. لئلا ننسى كعادتنا:
١/ كثير منا يذهب إلي رحلات بشكل منتظم أو متقطع مع الإجتماع الذي ينتمي اليه،
إنما البعض منا لا يضع نصب عينيه أي شئ يخص الله في رحلته، فهو ذاهب للتنزه والإنبساط..
لذلك لا يتشارك الصلاة التي تبدأ بها الرحلة طريقها! ولا يتشارك أيضاً في الترنيم والتسبيح،
ولا يهتم بسماع سير القديسين أو معلومات عن الدير المتجهة اليه الرحلة،
والأغلب لا يصوم للتناول عند الوصول، ولا نهتم بالإعتراف قبل الذهاب لتكون بمثابة بداية جديدة.
٢/ البعض يذهب لمقابلة خطيبته وقضاء وقت ممتع معها أو لإختيار إحداهن!،
والكثير يحمل الممنوعات معه لإستخدامها في الصحراء الشاسعة!،
والبعض يضع سماعات هاتفه بأذنه ليستمع إلي أغاني العالم ويسدها عن ترانيم السماء.
٣/ البعض يكون كل إنشغاله الأكل والشرب والتسالي، والبعض يفضل النوم أغلب أوقات الطريق.
٤/ البعض ينتهز فرصة القرب والتلاقي ليخطف فرصة تحرش تروي ظمأ شهوته.
٥/ البعض يتشاجر لأتفه الأسباب، ويسب ويشتم أغلب الأوقات،
ويتذمر ويتطاول علي المسئولين لأنه يبحث عن راحته ولتذهب راحة الجميع إلي الجحيم.
٦/ البعض يذهب بجسده، ويعود. دون أن يتحرك له ساكناً، فكأنه لم يزر اليوم ديراً، ولم يتبارك من المقدسات.
+ ترى بعد كل ما قيل، ماذا لو كانت ساعتك، ونهايتك، في ساعة كتلك الساعة؟!
سيكون الموت وقتها حقاً، كلص..!!
يأتي من حيث لا تتوقع، ومن حيث لا تحسب، دون أدني إستعداد لِما هو قادم!!
وقتها قد تلقبك الأرض شهيداً، ويتباركون منك! إنما وفي الحقيقة لن تكون أنت إلا (مسكيناً)
ضاعت الفرصة منه.. إلي الأبد..!! فماذا سيفيد وقتها لو اعتبرتني الأرض شهيد.
والسماء: عنيد، إلي النهاية!.