استشهاد ليونيدس:
* إن كان أوريجانوس قد تأثر بالكتاب المقدس بفعل تربية والده له، فإن العامل الثاني الذي كان له كبير الأثر على حياته وكتاباته هو " الاستشهاد"، فقد عاش في بيت له نفسية الشهيد، الكل مستعد أن يقدم حياته شهادة للمسيح. كما عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202 م.، والذي كان أكثر عنفًا على الكنيسة المصرية حتى ظن كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء "ضد المسيح".
* ألقى القبض على ليونيدس ووضع في السجن، أما أوريجانوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره فكان يتوق بشغف أن ينال إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل. ليرعى شئون أخوته الستة فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، قائلًا له: "أحذر أن تغير قلبك بسببنا"!